“الواقع الجديد” الاحد 24 أبريل 2022م / خاص
واصلت المليشيات الحوثية أكاذيبها عبر الإدعاء بالالتزام بالهدنة الأممية، بينما تكشف ممارساتها على الأرض إقدامها على عرقلة بنود الهدنة.
ففي العلن، زعمت المليشيات الحوثية أنها أطلقت سراح 42 من الأسرى لديها، وادعت أن الأمر يمثل مبادرة إنسانية من طرف واحد بمناسبة شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر.
على الدرب نفسه، زعمت المليشيات الحوثية أنها لن تعرقل الرحلات من مطار صنعاء كما نصّت الهدنة الأممية، لكن هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران امتنع عن منح خطوط طيران اليمنية تصاريح تشغيل أولى رحلات مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمّان، المقرر انطلاقها اليوم الأحد.
وكشفت خطوط الطيران عن فتحها باب حجز التذاكر للمسافرين على هذه الرحلة، وإنهاء استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء الدولي قادمةً من عمّان.
وفيما رحبت أطراف دولية عدة بقرار تسيير الرحلة التي تعد الأولى من نوعها منذ ست سنوات، إلا أن المليشيات الحوثية تواصل محاولة إدعاء المظلومية وتعميق المعاناة الإنسانية.
وقرار تسيير رحلات من مطار صنعاء الدولي إحدى النقاط المتفق عليها لإقرار الهدنة التي بدأت مع حلول أول أيام شهر رمضان المبارك تحت رعاية الأمم المتحدة.
على الصعيد العسكري، لم يكن الوضع مغايرًا، إذ كثّفت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، خروقاتها المتواصلة للهدنة الأممية، في محافظات تعز والحديدة وحجة ومأرب وأبين وصعدة.
وارتكبت المليشيات الحوثية 94 خرقًا للهدنة الأممية بينها 31 خرقًا في محوري البرح غرب تعز وحيس جنوب الحديدة، وثلاث خروقات في جبهتي ثرة وحلحل لودر بمحور أبين، ومناطق أخرى.
وشملت الخروقات الحوثية قصف بالمدفعية والعيارات المختلفة، وصواريخ الكاتيوشا وغيرها من الأسلحة الرشاشة، إلى جانب تعزيز مواقعها على الجبهات عبر نقل تعزيزات وبناء تحصينات، وتعزيز طلعات طيرانها الاستطلاعي المسيّر.
تكشف المواقف الفعلية من قِبل المليشيات الحوثية أنها تصر على إفشال الهدنة الأممية، وبالتالي فإن فرص صمودها تبقى ضعيفة للغاية، إزاء تماهي المليشيات الحوثية في جرائمها التصعيدية.
والإصرار الحوثي على التصعيد العسكري يعني بوضوح العودة من جديد إلى وتيرة المواجهات العسكرية بالنسق الذي سبق إعلان الهدنة الأممية، وهو أمر لن تكون نتائجه كما سبق.