“الواقع الجديد” الثلاثاء 19 أبريل 2022م /متابعات
كشفت التطورات الاخيرة عن توجهات جديدة للمملكة العربية السعودية تجاه اليمن. بعد سنوات من جمود تلك التوجهات وبقائها دون تغيير.
واكدت تلك التطورات ان السعودية غيرت استراتيجية تعاملها في اليمن. سيما مع حلفائها في شمال اليمن الذين كانت تعتمد عليهم وتدعمهم بشكل مهول ماديا وعسكريا. وخاصة بعد فشل حلفاء السعودية في تحقيق اي من اهدافها او حتى تحقيق انتصار واحد في معركتها ضد مليشيا الحوثي المدعومة من ايران.
وامتدت علاقة السعودية بحلفائها في شمال اليمن سنوات طويلة تمتد من منتصف القرن العشرين وظلت السعودية تنفق اموال طائلة لمشائخ القبائل والمسؤولين والقيادات العسكرية. كي يكونوا حلفائها.
لكن الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الموالية لايران كشفت حقيقة حلفاء السعودية الذين انظم غالبيتهم لمليشيا الحوثي. فيما من تبقى منهم هربوا الى فنادق السعودية وشكلوا عبء ثقيلا عليها دون ان يحققوا أي شي او يقدموا اي انتصار للسعودية في معركتها ضد ايران باليمن.
وتؤكد التطورات ان السعودية استوعبت كل ما لحق بها من خذلان وخيانات وفشل من حلفائها في شمال اليمن الذي كانت تعتمد عليهم وتدعمهم ليكونوا المسيطرين على الحكم في اليمن شمالا وجنوبا. وبدأت باتخاذ حلفاء جدد ولديهم قوة وفعالية في المشهد اليمني جنوبا قبل شمالا. خاصة بعد الحرب التي لا تزال مستمرة وتسيطر فيها مليشيا الحوثي المدعومة من ايران على جغرافية شمال اليمن.
فيما بالجنوب تمكنت المقاومة الجنوبية وقوات الانتقالي من كسر شوكة ايران وافشال مخططها في السيطرة على عدن وباب المندب وتهديد وجود السعودية والخليج . وذلك من خلال تمكن القوات الجنوبية من تحرير الجنوب كاملا من مليشيا الحوثي وتطهير محافظات الجنوب من الجماعات الارهابية. اذ شكلت الانتصارات الجنوبية اثبات واضح وجلي ان الجنوب والسعودية والخليج ذات مصير واحد وامن قومي واحد.
*تطورات جوهرية وتوجهات جديدة.*
واكدت التطورات المتسارعة في الرياض والخاصة بالشأن اليمني ان تلك التطورات شكلت مخرجا للمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بتحملها منذ سنوات طويلة عبء ثقيل جراء استقبالها لالاف المسؤولين اليمنيين الذين لم يقدموا لمعركتها ضد ايران ومليشيا الحوثي في اليمن أي شيئا يذكر.
واظهرت التطورات ان تخلص السعودية من هذا العبء بعد عقود من استنزاف اولئك اليمنيين المسؤولين ومشائخ القبائل والقيادات لمئات الملايين السعودي. كان امرا لابد ان تقوم به السعودية حتى تنفض عنها تحالفها مع اليمنيين الفاشلين بعد تغير جوهري وكبير في المشهد اليمني شمالا وجنوبا.
وتحدثت مصادر يمنية متواجدة بالسعودية ان عودة القيادات والمسؤولين الى عدن تحمل في طياتها عدة اهداف ضمن خطة واحدة تخلص السعودية من تحمل اعباء الجماعات والشلل التي ظلت في فنادق الرياض وجدة سنوات دون اي دور لها يذكر في المعارك.
كما تحمل تلك التطورات انهاء اسلوب الابتزاز الذي كان يستخدمه اولئك ضد التحالف والسعودية تحت اسم الشرعية. والتي جرى انهائها باجراءات نتجت عن مشاورات الرياض.
*تخلص السعودية من حلفائها الفاشلين.*
بدى واضحا ان المملكة العربية السعودية قد ضاقت ذرعا بفشل حلفائها القدماء باليمن ممثلين بالاحزاب اليمنية او الجماعات الدينية. وخاصة في شمال اليمن.
وظهر ذلك جليا من خلال طلب السعودية وعلى وجه السرعة مغادرة المسؤولين اليمنيين الى عدن تحت حجة العمل على تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض. وهي الخطة التي ارادت بها السعودية التخلص من العبء الثقيل الذي كان يشكله المسؤولين اليمنيين وقيادات الاحزاب الشمالية القابعين في الرياض.
*حلفاء جدد للسعودية شمالا وجنوبا.*
ويظهر بشكل واضح ان التوجهات الجديدة للسعودية تجاه اليمن. قد اتخذت حلفاء جدد في شمال اليمن. وفي جنوب اليمن. بعد حرب طاحنة لا تزال مليشيا ايران تسيطر فيها على جغرافية شمال اليمن بالكامل باستثناء جزء من مارب وجزء اخر من تعز.
وتؤكد التطورات ان استراتيجية السعودية تتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي حليفها القوي في الجنوب. فيما بالشمال لا تزال السعودية تنظر للمشهد ومن يحقق انتصارات ضد مليشيا الحوثي سيكون حليفها هناك.
وبرز التغير في التوجهات السعودية واضحا من خلال العمل المباشر والمشترك بين السعودية والامارات والمجلس الانتقالي الجنوبي. والبدء باجراءات تثبيت وسيطرة الانتقالي من خلال خطة عمل سلسلة وانتقال تدريجي لكل صلاحيات الحكم بالجنوب الى الانتقالي الجنوبي. حتى يتم النظر فيما ستؤول اليه الامور والاوضاع في محافظات شمال اليمن التي ترزح تحت حكم وسيطرة مليشيا الحوثي.