“الواقع الجديد” الأربعاء 13 أبريل 2022م / خاص
طالبت تسع منظمات حقوقية، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، بالضغط على ميليشيا الحوثي لتسريع تسليم خرائط زرع الألغام وتضمين ملف الألغام ومخاطرها في اليمن حاضرا ومستقبلا على قائمة الأولويات الإنسانية.
واعتبرت ذلك البوابة الرئيسية للولوج لأية عملية سلام مقررة في اليمن وضمانة حقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
وحذرت المنظمات الحقوقية في رسالة مشتركة وجهتها للمبعوث الأممي بالتزامن مع زيارته الحالية لصنعاء، من كارثة الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها جماعة الحوثي على نطاق واسع، وما تسببت به من خسائر بشرية وأضرار مادية وخيمة على اليمن أرضاً وإنساناً.
وأشارت المنظمات إلى مذكرتها السابقة للمبعوث الأممي حول عدد الضحايا من خلال الأرقام والإحصاءات التي وثقتها بعدد القتلى والمصابين نتيجة جريمة الألغام، إضافة إلى أعداد وإحصائيات الأضرار الكلية والجزئية للمباني والمنشآت العامة والخاصة”، وأرفقت نسخة من أحدث تقرير لها يرصد خسائر الألغام وأضرارها.
وأوضحت أن الألغام ما زالت تواصل بشكل شبه يومي حصد أرواح العشرات من المدنيين وتحول دون وصول آلاف الفلاحين إلى مزارعهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد.
وأكدت المنظمات أن جماعة الحوثي تواصل زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل مفرط وعشوائي رغم الجهود التي يبذلها المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام “مسام” لإزالة الألغام وتقليل مخاطرها.
وأشارت إلى أن عدم وجود الخرائط منع وصول الفرق الهندسية المتخصصة إلى معظمها، ما يجعل بقاءها خطراً حقيقياً على حياة السكان اليمنيين في المناطق اليمنية التي لا تزال مسرحاً للنزاع.
وحذرت المنظمات من استمرار جماعة الحوثي في زرع الألغام، الأمر الذي ينذر بكوارث إنسانية وشيكة. لا أحد يعرف حجم الفواتير الباهظة التي سيدفعها المدنيون.
وكانت المنظمات الحقوقية التسع أطلقت مؤخراً تقرير “الألغام كابوس يطارد اليمنيين”، والذي يوثق الانتهاكات الناجمة عن زراعة الحوثيين للألغام في المحافظات اليمنية خلال الفترة من إبريل 2014 وحتى مارس 2022.
ووثق التقرير 12 ألف انتهاك نتيجة زراعة الألغام التي انفردت ميليشيا الحوثي بها، تنوعت بين القتل والإصابة وأضرار في المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، بينها 2818 قتيلا من المدنيين و3655 مصابا، إضافة إلى تضرر 5 آلاف و596 منشأة عامة وخاصة جزئيا وكليا.
وكشف التقرير الحقوقي عن مقتل 33 من فرق نزع الألغام الذين يعملون في المشروع السعودي “مسام” وإصابة أكثر من أربعين البعض إعاقاتهم دائمة، مشيراً إلى أن الفرق الهندسية التابعة لمشروع “مسام” تمكنت من نزع 328.184 لغماً وعبوة ناسفة وذخائر غير متفجرة.
ولفت التقرير إلى أن الميليشيا الانقلابية انفردت بزراعة الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة بكل أشكالها وأحجامها على نطاق واسع من المناطق التي اجتاحتها منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
وأكد أن مثل هذه الجرائم تعد انتهاكاً للقانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتندرج ضمن قائمة الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية، وتعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية.