“الواقع الجديد” الخميس 31 مارس 2022م / متابعات
تعقد مشاورات الرياض في وقت يعيش فيه الجنوب أزمة إنسانية قاسية خلّفتها حرب الخدمات التي أشعلتها ما تعرف بالشرعية، وسط آمال بانفراجة قوية قبل حلول شهر رمضان، في ظل الأزمة القاسية التي يعيشها الجنوب في الوقت الراهن من جرّاء ارتفاع الأسعار قبل حلول الشهر الكريم، وفيما أعلن التحالف العربي عن هدنة إنسانية تتضمن وقف إطلاق النار بدءًا من أمس الأربعاء لإفساح المجال أمام إنجاح مشاورات الرياض، فقد تصاعدت المطالب بأن تدفع المشاورات نحو حلحلة كبيرة في الوضع الإنساني.
ويعيش الجنوب في الوقت الحالي، وضعًا إنسانيًّا خانقًا تتخلله ارتفاعات ضخمة في الأسعار وانهيار قيمة العملة ومن ثم تردي القدرات الشرائية للمواطنين لا سيّما مع وقف صرف المرتبات، وهو سلاح توجهه ما تعرف بالشرعية ضد الجنوبيين لتأزيم وضعهم المعيشي، إلى جانب تردي شامل للخدمات مثل الكهرباء والمياه والاتصالات فضلًا عن القطاع الصحي، فقبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان، شكا الكثير من الجنوبيين من تردي أوضاعهم المعيشية وعجزهم الشديد عن توفير احتياجاتهم بالنظر إلى ارتفاعات الأسعار ونقص المعروض من السلع.
وبحسب مراقبين، فقد انعكس تردي الأوضاع المعيشية على الضعف الحاد في إقبال المواطنين على شراء المستلزمات الرمضانية لفقدانهم القدرة على شرائها من الأساس، وسط مطالب بسرعة التدخل لإنقاذ الجنوب منذ هذا الوضع المتردي الذي ينذر بوصول الأمر إلى حد الانفجار الخطير، وإلى جانب الانهيار الاقتصادي الحاد، فقد ساهمت ممارسات الجباية التي تفرضها المليشيات الإخوانية في انفلات السوق بشكل كبير، وسط ارتفاعات كبيرة ومتلاحقة في الأسعار من دون أن يتمكن المواطن من إيجاد حل بديل، لا سيّما أن نقاط التقطع منتشرة في مناطق شاسعة وينهبون الأموال وربما السلع عنوة من التجار.
كما دفع تردي الأوضاع الإنسانية الكثيرين للمطالبة بأن تُشكل مشاورات الرياض نقطة تحول على صعيد الوضع الإنساني، وأن يتم إلزام ما تعرف بالشرعية على وقف حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب منذ فترات زمنية طويلة، فرغم شح الإمكانيات، تحاول القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، إيجاد حل لهذا الوضع المتردي وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين لا سيّما مع حلول شهر رمضان الذي يشهد كما المعتاد زيادة ملحوظة في حجم الاستهلاك.