السبت , 16 نوفمبر 2024
1648621474.jpeg

عقب خروقات متواصلة.. مشاورات الرياض تحاصر الإخوان

“الواقع الجديد” الاربعاء 30 مارس 2022م / خاص

قادت رعاية سعودية منذ ثلاثة أعوام إلى التوصل لاتفاق الرياض الذي كان هدفه الرئيسي ضبط بوصلة الحرب ضد الحوثيين وسحب المليشيات الإخوانية من الجنوب، وتتجدد الآن الفرصة التي في الأغلب ستكون الأخيرة، أمام ما تعرف بالشرعية لتحسم قرارها ومن ثم مصيرها، فإصرارها على إتباع سياسات التخادم مع المليشيات الحوثية سيأذن بخطوات سياسية مستقبلية ترسخ واقعًا عسكريًّا جديدًا لا يبدو أنّ نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي سيكون قادرًا على تحمله.

وتجد الشرعية نفسها أمام اختبار صعب، فهيكلها الحالي، الخاضع لسيطرة إخوانية، يعي جيدًا أن بقاءه مرتبط بإطالة أمد الحرب واستمرارها لأطول فترة ممكنة، وأن ما أعلنه مجلس التعاون الخليجي من جهود تهدف لتجميع القوى اللازمة لردع الحوثيين زاد من صعوبة الاختبار الذي يجد نظام هادي نفسه مُلزمًا على مواجهته.

وتشير أغلب الترجيحات إلى أن ما تعرف بالشرعية لن تتراجع، وهذا يعود بسبب رئيسي إلى الحجم الكبير من جرائم الفساد التي ترتكبها قيادات المليشيات الإرهابية، وهذا سبب كفيل لها بأن تصر على أجندتها التآمرية ضد التحالف، وهنا تجد ما تسمى بالشرعية نفسها أمام اختبار آخر وهو أن المشاورات وهي تسعى لإعادة ترتيب الصفوف فإنّ جانبًا رئيسيًّا في هذا الإطار يتعلق بمكافحة الفساد واستئصال أذرعه، وهذه رسالة مباشرة لما تسمى بالشرعية لما ترتكبه قياداتها من جرائم فساد واسعة النطاق.

فهذه الاختبارات الصعبة التي تُرغَم ما تعرف بالشرعية على مواجهتها، تجعلها محاصرة بين خيارين أحلاهما مر، وكلٌ منهما ستكون هزيمته قاسية على المعسكر الإخواني الذي توهم لفترة طويلة أن هيمنته على ما تعرف بالشرعية سيؤمن بقاءه على رأس المشهد السياسي والعسكري لفترة طويلة الأمد.

وحضور المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن مشاركته في المشاورات انطلاقًا من تمسكه بالمبادئ الوطنية، وامتدادًا للشراكة الموقع عليها بين طرفي اتفاق الرياض، وتأكيدًا على شراكته الاستراتيجية مع دول التحالف العربي بقيادة السعودية، أثار الخوف والقلق وقذف الرعب في قلوب ما تعرف بالشرعية التي وجدت نفسها أيضًا عاجزة عن محاولة تحجيم حضور المجلس الانتقالي على الأرض، في مسعى لعرقلته عن تحقيق المزيد من المكاسب السياسية إلى أنّ نجاحات الانتقالي المتتالية غيّرت الكثير من قواعد اللعبة على الأرض.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.