“الواقع الجديد” الاربعاء 30 مارس 2022م / خاص
عقب سلسلة من التصريحات البروتوكولية التي لم تستطع أن تخفِ العداء الذي تحمله ما تعرف بالشرعية ضد التحالف العربي، فقد لوحظ أن الإعلام الإخواني عمد إلى محاولة إظهار الرؤى الحوثية الإيرانية، فحزب الإصلاح أظهر أنها أوعز إلى ماكيناته الإعلامية بأن تولي اهتمامًا كبيرًا بالمواقف الإيرانية، حيث عمد إلى نقل تصريحات مسؤولين إيرانيين لعبت على وتر محاولة إظهار التحالف وتحديدًا السعودية وكأنها طرف ضعيف يطلب العون، فتصريحات الكثير من الدبلوماسيين الإيرانيين بما في ذلك وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، تحولت إلى مادة خصبة لإظهار التحالف وتحديدًا السعودية ضعيفة، بزعم أنها من تطلب وقف الحرب، على الرغم من أن المملكة تحرص من تلقاء نفسها على تحقيق السلام في المنطقة، لكنها في الوقت نفسه تظل قادرة على إشهار سلاع الردع في مواجهة الإرهاب البشع الذي شكلته المليشيات الحوثية على الأرض.
إقدام إعلام الإخوان على لعب هذا الدور، ليس الأول من نوعه، فالهجمات الإرهابية التي شنتها المليشيات الحوثية ضد السعودية وحتى ضد الإمارات في الفترات الأخيرة، والتي حاولت ما تعرف بالشرعية الإدعاء بأنها تدينها وترفضها، إلا أن إعلام حزب الإصلاح لعب دورًا استعراضيًّا لإظهار المليشيات الحوثية بأنها قادرة على تهديد دول التحالف وذلك في مسعى لتمكين المليشيات من تحقيق مكاسب سياسية، فتخادم حزب الإصلاح مع الحوثيين على هذا النحو مرتبط بأن المليشيات الإخوانية تصر على أن تحافظ على قوة علاقاتها مع المليشيات الحوثية، باعتبار أنّ التنسيق المتبادل فيما بينهما يُمكن كل منهما من البقاء على رأس المشهدين السياسي والعسكري، وتزامن ذلك مع حملات واسعة النطاق نفّذتها المليشيات الإخوانية والحوثية سعت إلى تشويه مسار مشاورات الرياض من جانب، أو التقليل في الوقت نفسه من جدواها، في إشارة إلى تكوينهما جبهة مضادة تتحرك ضد أي معالم للتسوية السياسية في الفترة المقبلة والتي سيكون معلمها الأول استنفار الجهود في محاربة المليشيات الحوثية