“الواقع الجديد” الثلاثاء 29 مارس 2022م / خاص
تهدف مشاورات الرياض لتأسيس واقع سياسي جديد لوضع حدًا للأزمة التي طالت وتفاقمت وتعقَّدت، فمن الضرورة أن تنص على ضوابط معينة تضمن الالتزام بما يتم التوصل إليه، وذلك لإتباع مسارين من اثنين لا ثالث لهما، أحدهما هم إلزام المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام، ومع أهمية الالتقاء على طاولة واحدة باعتبار ذلك وسيلة للتوصل إلى تسوية شاملة، فتبقى الخطوة الأهم هي التي تلي المشاورات، وهذا يتعلق بإمكانية الالتزام بما يتم التوصل إليه على الأرض، لضمان نجاح هذا المسار، فأي مسار مغاير لهذا الأمر سيكون الرابح منه المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية، إذ يجد الفصيلان نفسيهما أمام مرحلة جديدة لإطالة أمد الحرب.
ويبقى الدرس الأكبر هو الذي تمَّ استخلاصه من اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019، ففي الوقت الذي نُظر إليه باعتباره خطوة أولى على مسار ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، إلا أنّ ما تُعرف بالشرعية أفشلت هذا المسار عبر سلسلة طويلة من الخروقات لحماية مصالح حزب الإصلاح الإخواني، اما المسار الثاني فهو يتعلق برفض المليشيات الحوثية لمحادثات السلام، وهو ما اختارته بالفعل، وهذا يعني الضغط على المليشيات عسكريًّا، ولا يمكن تحقيق ذلك طالما أنّ ما تعرف بالشرعية ظلّت على شكلها وإطارها الراهن لأنها ستظل عقبة رئيسية في مسار السلام.