“الواقع الجديد” الأحد 27 مارس 2022م / خاص
لعبت الشرعية دورًا مباشرًا في تسليح المليشيات الحوثية إلى الحد الذي يجعلها بمثابة العمود الفقري للمليشيا، سواء بتسليمها أسلحة كان قد حصل عليها نظام المدعو عبد ربه منصور هادي من التحالف العربي، أو الأسلحة الإيرانية التي تصل للحوثيين وتتولى تهريبها المليشيات الإخوانية، فحسم الحرب على الحوثيين يتطلب إلى جانب القصف الجوي الذي تنفّذه قوات التحالف العربي، أن تُجرى مواجهة برية لإحداث قضاء شاكل على المليشيات، وهذه المواجهة يجب أن ينخرط فيها نظام هادي لاستعادة أراضيه وفق المنظور المفترض.
وفيما من غير المتوقع أن ينخرط نظام هادي في هذه المواجهة، فهذا الأمر يُشكل قصفًا من نوع آخر تشنه المليشيات الإخوانية ضد السعودية، لا يقل أبدًا عن الخيانات المتمثلة في دعم الحوثيين تسليحيًّا، فتفسير هذا التهديد الخطير يعود إلى أنّ التحالف الذي بدأ في الساعات الماضية عمليات شديدة الدقة في الحديدة وصنعاء تستهدف تفكيك القدرات التسليحية الحوثية، أمرٌ يتطلب في الوقت نفسه أن يجري بالتزامن مع ذلك عمليات برية.
الجنوب الذي يُعوَّل عليه كثيرًا لقدرته على دحر المليشيات الحوثية، يبقى مستعدًا للانخراط في هذه العمليات، وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد اشترط أن تكون قوات ما تعرف بالشرعية في مقدمة الصفوف، وهذا أمر بديهي، إذ ليس من المنطقي أن يعمل الجنوب على تحرير أراضي اليمن من الإرهاب الحوثي فيما يترك أراضيه للمليشيات الإخوانية تصنع إرهابها المسعور ضد الجنوب وشعبه.