“الواقع الجديد” الثلاثاء 22 مارس 2022م / خاص
على الرغم من إزاحته من منصبه كوزير للداخلية بشكل رسمي، إلا أنّ المدعو أحمد الميسري يواصل لعب دور مشبوه يعادي التحالف العربي والجنوب على حد سواء، ويخدم الأجندة الإخوانية المتخادمة مع المليشيات الحوثية، ولم يتلقَ من الأساس دعوة لحضور مشاورات الرياض، أصدر بيانًا يقول فيه إنه رافض للمشاركة، واستغلّ الأمر كفرصة سياسية للهجوم على التحالف العربي وتوجيه اتهامات كاذبة وافتراءات مفضوحة ضده، وذلك في مسعى لبعثرة الأوراق قبل المضي قدمًا في عقد تلك المشاورات.
تحرك الميسري لم يكن فرديًّا ففي الوقت نفسه، سُمعت أصوات إخوانية عملت على تشويه الجهود التي سينخرط فيها مجلس التعاون الخليجي التي قوبلت بترحيب من عديد الأطراف بما في ذلك المجلس الانتقالي الذي عبّر عن انفتاحه على المشاورات متمسكًا في الوقت نفسه بتطلعات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم، فالأصوات الإخوانية رُصد تشويهها لهذه الخطوة السياسية سواء عبر الماكينات الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح التي تُبث من تركيا، أو مختلف المنصات التي يوظّفها تنظيم الإخوان لإطلاق سمومه المتخادمة مع الحوثيين، وذلك من خلال إطلاق رسائل معادية للتحالف العربي.
ريرتبط تفسير هذا التحرك بحجم استفادة هذه العناصر وقياداتها من الحرب الدائرة، سواء ماليًّا عبر نهب الإيرادات والموارد وتحويلها إلى خزائها بالخارج أو من خلال ضمان البقاء على رأس السلطة المهلهلة التي يتغذى بقاؤها من خلال تعقيدات الأزمة وغياب أطر حلها، فالجهود التي تبذل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تظل مستهدفة سواء من قبل الحوثيين أو عناصر ما تعرف بالشرعية إن كانت في مناصبها أو تمت إزاحتها منها، باعتبار أنها تعمل على المحافظة على نفوذها، لكنها تعمل على عرقلة أي جهود يمكن أن تساهم في الإجهاز على الحوثيين عسكريًّا أو إخضاعهم سياسيًّا.