“الواقع الجديد” الخميس 17 مارس 2022م / خاص
تتعمد الشرعية إفشال اتفاق الرياض ولكن عبر محاولة جر المجلس الانتقالي دفعًا نحو إفشال هذا المسار، وجاء الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب قائد الحزام الأمني في أبين العميد عبد اللطيف السيد، بالتزامن مع الطرح السياسي المقدم من حزب الإصلاح (المهيمن على دوائر صنع القرار في معسكر الشرعية) الذي استهدف تهميش الجنوب وتغييبه عن الساحة السياسية، ليبرهن أن هناك مساعي للعمل على بعثرة الأوراق على الأرض.
تريد ما تعرف بالشرعية أن يظهر المجلس الانتقالي بمشهد الطرف الذي يتحمل مسؤولية إفشال مسار اتفاق الرياض، لا سيما إذا اختار قرار الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع المليشيات الإخوانية المحتلة للجنوب، التي ارتكبت قدرًا كبيرًا من الاستفزازات للجنوبيين على مدار الفترات الماضية.
يحاول حزب الإصلاح أن يفقد المجلس الانتقالي حجم التقدير الكبير الذي يحظى به لدى التحالف العربي طوال الفترة الماضية، فتفاقم الإرهاب الإخواني في الجنوب دفع الكثيرين إلى مطالبة المجلس الانتقالي بالإقدام على خطوات حازمة في مواجهة التهديدات التي تمثّلها المليشيات الإخوانية.
صحيح أن الدافع المحرك لهذه الأصوات قد يكون نابعًا من خوف على مسار القضية الجنوبية وحمايتها من التهديدات الخطيرة التي تلاحقها، لكن هناك أصوات تعالت بشكل منظم حاولت صناعة رأي عام في الجنوب يحرّض على الخروج عن مسار اتفاق الرياض، وهو أمرٌ برأي محللين، لن يكون في صالح قضية الجنوب.