“الواقع الجديد” السبت 12 مارس 2022م / خاص
تعمل الشرعية على استهداف الجنوب وقضيته بكافة السبل، وأحدث تلك المحاولات هي محاولة إقصائه من المشهد السياسي، فتزامنًا مع تسربت معلومات عن انعقاد مؤتمر في الفترة المقبلة، يستهدف التوصل إلى تسوية سياسية، تعمّدت أبواق الشرعية ترويج أنباء معادية للجنوب مثل الحديث عن أن هذه التسوية لن يكون للجنوب حضور فيها.
قد يُفهم هذا الأمر في سياق رد نفسي من قِبل المليشيات الإخوانية على المعلومات التي تتردد بقوة عن قرب إجراء عملية تطهير شاملة لما تسمى بالشرعية في الفترة المقبلة، ومحاولات ما تسمى بالشرعية لتهميش الجنوب أمرٌ سيكون مثل العاصفة، إذ يتعامل الجنوب مع الأمر باعتبارها تهديدات وجودية، وهذا مستخلص في الأساس مما أعلنه المجلس الانتقالي الجنوبي في الكثير من المناسبات بأن هدفه الرئيسي والاستراتيجي هو العمل على استعادة دولة الجنوب.
إصرار الجنوبيين على التمسك بهذا الحق دفع ما تسمى بالشرعية لترد على ذلك لكن عبر مسار آخر وهو محاولة إشغال الجنوبيين لأطول فترة ممكنة بحرب الخدمات، وذلك لجعل القيادة الجنوبية منشغلة على الدوام بالعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، ويستدل على ذلك بأن ما تسمى بالشرعية حرّكت كذلك أبواقها الإعلامية لمحاولة إثارة غضب الجنوبيين وشحنهم ضد القيادة السياسية، على الرغم من ما تسمى بالشرعية هي نفسها المسؤولة عن حرب الخدمات.
وبالتالي، فإنّ قصر النظر عن الانشغال بحرب الخدمات رغم أهميتها وقسوة أعبائها، سيكون أمرًا خطيرًا على مسار القضية الجنوبية باعتبار أنّ الطرف المعادي الآخر يكيد المكائد ضد الجنوبيين ويعمل على استفزازهم ليل نهار، ويخطط لتهميشهم من الساحة بشكل كامل.