“الواقع الجديد” الخميس 3 مارس 2022م / متابعات
منذ أن بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا، نزح مئات اليمنيين النازحين من اليمن إلى اوكرانيا صوب الحدود مع الجارة بولندا، للابتعاد عن بؤرة التصعيد العسكري المروع، وسعداء الحظ هم فقط الذين نجحوا في العبور، إذ لا يزال هناك عدد كبير من اليمنيين لا سيّما من الطلبة وأسرهم عالقين على الحدود.
توثّق روايات الشباب العالقين وذويهم المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم المعاناة التي تكبّدوها منذ اندلاع الحرب، وقد وجّهوا اتهامات مباشرة إلى نظام الشرعية بالإهمال عن التحرك بشكل جدي بغية انتشالهم من تلك الأوضاع المأساوية.
الخطير في الأمر أن المعلومات الواردة من هناك تشير إلى أنه لا تزال هناك أعداد ضخمة من اليمنيين العالقين في مدينة خاركيف، وهي واحدة من أكثر المناطق التي تشهد تفاقمًا وتصعيدًا في العمليات العسكرية.
على الصعيد الرسمي، اكتفت الشرعية بمواجهة الأزمة عبر مسار بروتوكولي لم يثمر ولم يغني من جوع، فسفارتها في بولندا اكتفت بإصدار بيان حثّت فيه المغادرين من كييف إلى بولندا عليهم الالتزام بالتعليمات، في مشهد أثار غضبًا جارفًا ضد الشرعية.
في السياق نفسه، شكلت الشرعية ما قالت إنّها خلية أزمة لمتابعة الأوضاع، علمًا بأن نشطاء أكّدوا أنها لا تملك أي معلومات عن اليمنيين بما في ذلك أعدادهم، ومن ثم قللوا من الخطوة التي أقدمت عليها الشرعية واعتبروها مجرد غطاء من قِبل الشرعية لإخفاء فضيحة الإهمال الذي تمارسه على الأرض.
إهمال الشرعية لأوضاع العالقين في أوكرانيا يُضاف إلى سياسات مشابهة تتبعها تجاه كل الجاليات اليمنية المقيمة في الخارج، والتي يعتبر قوامها الأكبر من الهاربين من الحرب ويلاتها، ومن ثم فإنّ هذا الإهمال الذي تمارسه الشرعية يعطي دلالة أنّ همّها الأكبر هو المحافظة على نفوذها السياسي والعسكري لتحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح والمكاسب.