“الواقع الجديد” الخميس 24 فبراير 2022م / خاص
أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن الحرب في اليمن نتاج سيطرة ميليشيا الحوثي على السلطة هناك بالقوة. وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية:
«تدخلنا مع شركائنا لمساعدة وحماية الحكومة اليمنية. كنا نأمل ألا يطول الأمر، لكنه للأسف استغرق وقتاً أطول مما كنا نتمنى. لا نزال نواصل مساعينا للعثور على طريق سياسي لحل الأزمة». وأوضح بن فرحان أن المملكة اقترحت في مارس الماضي وقفاً لإطلاق النار تعقبه عملية سياسية.
مشيراً إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها السعودية هذا المقترح، وأضاف: «للأسف لم يقبل الحوثيون بذلك حتى الآن، كما رفضوا إجراء أي حوار إيجابي حول الأمر». وحمّل بن فرحان الحوثيين مسؤولية تصعيد الوضع عبر استمرار محاولاتهم في مهاجمة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، مثل مأرب، حيث يقيم مليون نازح إلى جانب مليون ساكن.
وقال: «هذا يعني أنهم لم يقرروا إبرام السلام، نحن نبذل ما في وسعنا لحماية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية. تدخلنا في مأرب بصورة أقوى حتى لا يتم اجتياحها، وكذلك لإرسال إشارة واضحة للحوثيين بأن طريق العنف لن يفيد، وأنه لا سبيل غير الحوار». وأشار بن فرحان أيضاً إلى الهجمات التي يشنها الحوثيون على مطارات ومنشآت في السعودية، وكذلك الإمارات، قائلاً:
«كل هذا للأسف إشارة على أن الحوثيين لم يقرروا بعد القيام بما هو في مصلحة اليمن، بل ما يعتبرونه طريقاً أفضل لهم»، معرباً عن أمله في التعاون مع الشركاء في المجتمع الدولي عبر ممارسة المزيد من الضغوط لجعل الحوثيين يقبلون بوقف إطلاق النار ثم الدخول في حوار سياسي، «وإلا ستكون هناك عواقب حال عدم حدوث ذلك».
زخم جديد
على صعيد آخر، وصف وزير الخارجية السعودي اتفاقيات السلام التي أبرمت بين دول عربية وإسرائيل بـ«التطور الإيجابي للغاية»، وقال: «كنا نأمل حتى قبل توقيع اتفاقيات إبراهام في حدوث زخم جديد في المنطقة نحو السلام ونحو وضع أفضل، لكن يظل من المهم دائماً ألا ننسى أن المشكلة الرئيسة هي مشكلة الفلسطينيين».
وأكد بن فرحان ضرورة إيجاد طريق الآن لجلب الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مائدة المفاوضات، حتى يمكن التحدث عن حل الدولتين وإيجاد سلام طويل الأمد، وقال: «نرى أن تطبيعاً كاملاً مع إسرائيل في المنطقة ليس مهماً أو جيداً فقط لإسرائيل، بل أيضاً هو مهم وجيد لنا جميعاً، لأن ذلك يمكنه أن يفيد جميع دولنا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني».
وأضاف أنه «بدون حل للمشكلة الفلسطينية، سيكون كل شيء هشاً، ويسهل كسره على الفور إذا حدث أي تصعيد»، وتابع: «الوضع في المناطق الفلسطينية صعب، لذلك يجب أن تكون الأولوية الآن لإعادة إحياء عملية السلام».
مجرد بداية
إلى ذلك أعربت المملكة العربية السعودية عن عدم ثقتها في إعادة إحياء مفاوضات «خطة العمل المشتركة الشاملة» (الاتفاق النووي الإيراني).
وقال بن فرحان: «ليس لدينا ثقة في أن خطة العمل المشتركة الشاملة بوضعها الحالي يمكنها أن تحول دون تصنيع إيران قنبلة نووية. نتفهم رغبة شركائنا في العودة إلى هذه المفاوضات، لكننا نرى أن هذه المفاوضات ينبغي أن تكون مجرد البداية، وليس نهاية المطاف».