“الواقع الجديد” السبت 19 فبراير 2022م /متابعات
يتعين على المجتمع الدولي الاخذ بعين الاعتبار ان الحرب ومن اول طلقة كانت على الجنوب ، اما ارهابها الذي طال المنطقة فمرده الى حقيقة تاريخية معاصرة مفادها ان الارهاب هو فكر وعقيدة الولاية والخلافة في أدبياتها وسلوكها الخميني الاخواني الذي تجاوزت مخاطره ومهدداته الجنوب الى ما يتعداه في المنطقة والعالم.
والصحيح ايضا ان هذا الارهاب الدموي السافر الذي ضم في صفه الادوات الارهابية الاخوانية الحوثية – القاعدة وداعش – مكرس الحرب على الجنوب وشعبه وقواته المسلحة بصورة تؤكد حقيقة تعريف الجنوبيين للارهاب بوصفه مشروع احتلال يمني حمال لأجندات خارجية تستهدف المنطقة والامن والسلام الدوليين.
*اتفاق حوثي إخواني على الحرب على الجنوب*
منذ ان سيطر الحوثي على محافظة عمران اليمنية في 2014 م كان الموقف العملي لحزب الاصلاح الاخواني المستأثر بسلطات الرئيس هادي هو منح الحوثي الثقة المطلقة بأنه سينتصر في كل حروبه، واعطاء التنظيمات الارهابية إشارة السيطرة على الجنوب ، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ظل اخوان اليمن ساسة وقادة عسكريون يعطون شعبهم في الشمال إشارة ان لا مجال امامه سوى المتحوث سرا وعلانية ، ولا حرب ولا جهاد الا على الجنوب.
*شعب الشمال بين قوى انتهازية*
الحقيقة التي ينبغي اخذها على هامش موضوعنا، هي ان الشعب الشقيق في الشمال منكوب بقوى دينية سياسية إنتهازية متطرفة تدفعه في كل منعطف الى التضحية بمشروعه الوطني كمجهود حرب لمشاريع خارجية طائفية إرهابية.
لنتذكر انه وفي بادئ الامر حاولت فعاليات جماهيرية لا سيما النسائية التعبير وبصورة معلنة عن رفضها لمليشيات الحوثي، وقد شاهد العالم العشرات من النساء في ميدان السبعين يلطمن على خدودهن ويستصرخن (الشرعية) التي هربت من صنعاء الى غيابة جب الاخوان ، كان صراخ النسوة في مشهد مصور ظهرن فيه وهن يتعرضن لإعتداءات مهينة من قبل عناصر مليشيات الحوثي، وفي مشهد آخر ظهرت نساء في قلب العاصمة اليمنية صنعاء يستنجدن بالمقاومة الجنوبية وابناء الجنوب ، ربما اردن بذلك إجراء آخر واعمق محاولة إستكشاف عن نخوة محتملة في جنرال الاخوان علي محسن الاحمر الذي شرعن بسلطته ونفوذه في المؤسسة الرئاسية رفض جماعته وجيشه التفكير بمنطق انها من القوة المحاربة للحوثي.
*إرهاب واحد مهما اختلفت المسميات*
منذ بداية الحرب التي دخلت عامها السابع وجماعة الاخوان تثبت انها كمليشيات الحوثي، مرتبطة بنادقها وطواحين اعلامها بمشروع الرعاة الإقليميين الساعين الى تحقيق هدف مشترك اوله إجتياح الجنوب مرة اخرى و إنهاء أي وجود مباشر أو غير مباشر للتحالف العربي.. وما إصرار مليشيات الاخوان الارهابية على حرف مسار المعركة ضد الحوثي نحو الجنوب المحرر ورفضها استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتحديدا شقه العسكري الا تنفيذا عمليا لشروط حوثية مقابل توجيه الحوثي عملياته العسكرية في جبهات الجنوب ، وبالطبع هذه الشروط والتفاهمات لم يجن منها الحوثي سوى الهزائم والخسائر الكبيرة وما عملية إعصار الجنوب الا خير دليل على ذلك.
ومثلما هي عقيدة الاخوان والقاعدة والحوثيين واحدة تتجلى في سلوكها وحربها على الجنوب وحلفائه الاشقاء ، فإنها ايضا على قناعة بأنها لن تتمكن من تحقيق اهدافها مالم تعتمد على ممارسة الارهاب المشترك كوسيلة حرب وعنصر ردع ، فعلت ذلك وما زالت الا ان النتائج كانت مخيبة لها ورعاتها وداعميها الاقليمين
هنالك حقائق واثباتات دامغة عن سريان تنسيق جماعة ومليشيات الاخوان مع الحوثي ومليشياته في مجال تجنيد إرهابيين من القاعدة وداعش ويتم استخدامهم ضد الجنوب والتحالف، هذا التنسيق ستتسع خارطة اهدافه لتشمل المنطقة برمتها اذا استمر المجتمع الدولي ومجلس الامن على إعتبار الحوثي طرف يجب ان يكون رئيسي في التفاهمات ذات الصلة بالحل السياسي الشامل لا حل للأزمة الا بموافقة الجنوب
يحتاج المجتمع الدولي لفهم اسس بناء وصناعة معجزة حل للمسألة اليمنية ولعل ابرز هذه الاسس ان لا حل يمكن ان يحصل في اليمن إلا بموافقة الجنوب وشعبه ومجلسه الانتقالي، والموافقة هنا تعني ان الجنوب وشعبه وكافة فئاته شرائحه وبقيادة مجلسه الانتقالي لن يقبل بأي حلول للحرب إلا بضمان حق تقرير المصير واستعادة دولته وهذ هدف نهائي لا تراجع عنه.
*الانتقالي والسلام*
كما ان الحل والسلام المنشود الذي يعول على المجتمع الدولي اجتراحه لن يتحقق في ظل مساواة الحوثي والاخوان مع بقية الأطراف وعلى راسها المجلس الانتقالي الجنوبي وهي الاطراف التي اثبتت بما لا يدع للشك حرصها على تحقيق السلام الذي لن تستوفي شروطه الموضوعية والذاتية قبل ان يتم وقف تهريب السلاح الى الحوثي وتفكيك منظومة معداته الإيرانية الخاصة بتصنيع الصواريخ الإرهابية.
كما انه من غير المنطق ان يبدي المجتمع الدولي قلقه من عودة تنامي الارهاب في اليمن مالم يصل الى قناعة بأن وجود ارهاب الحوثي تحت المظلة الدولية كطرف سياسي ووجود الارهاب والاخواني تحت مظلة ما تسمى بالشرعية قد اعطى التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش حافز عودة ومبرر لتفعيل نشاطها ومساحة تحرك تحت غطاء الحوثي والاخوان.
وفي النهاية يتضح أن المجلس الأنتقالي كقيادة وشعب واحد ولديه اهداف واضحة للجميع، انه قادر على صناعة السلام والتعاطي معها ولديه مبادرات عدة، لكنه لن يرضى الا بالحلول التي سيحددها عامة الشعب، وسيدافع عن خياراته، وفق المتطلبات، اما القوى الانتهازية في الشمال المتشعبة القبلية المبتورة ليس بيدها غير الانصياع لقوى اقليمية وليس لديها اهداف واضحة للحل والسلام المنشود .