السبت , 16 نوفمبر 2024
1645008003.jpeg

من سليم الأول لبوتين.. “إهانات دبلوماسية” دونها التاريخ

“الواقع الجديد” الأربعاء 16 فبراير 2022م / خاص

عندما سافرت ليز تروس، وزيرة الخارجية البريطانية، إلى موسكو في العاشر من فبراير لإجراء محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، كان من المؤكد أنها كانت تأمل أن يساعد تدخلها في تخفيف التوترات بشأن أوكرانيا.

الأمور لم تسر كما هو مخطط لها. ففي مؤتمر صحافي بعد المحادثات، قارن لافروف التجربة بمحادثة “البكم والصم”، قبل أن يغادر ويترك السيدة تروس تواجه الكاميرات وحدها.

فلافروف ليس معروفًا بلباقته، وهو ليس أول من استخدم الإهانات كأداة دبلوماسية. فهناك تاريخ طويل في تبادل قادة العالم الانتقادات اللفظية.

وبحسب تقرير لمجلة “إيكونوميست” الأميركية فإنه في الإمبراطورية العثمانية، تذكر أن السلطان العثماني سليم الأول عندما أراد إعلان انتصاره على والي “دولكادر”، الإمارة العازلة بين العثمانيين والمماليك، أرسل سفيره إلى القاهرة، حيث فتح حقيبة بها رأس الوالي المقطوعة وألقى بها أمام قدمي السلطان المملوكي، أحد أقرب حلفاء الوالي المقتول.

وفي تقريرها بعنوان “التاريخ البغيض للإهانات الدبلوماسية… لماذا ظل السياسيون في العالم يسخرون من بعضهم البعض منذ فترة طويلة”، تذكر المجلة أنه قبل قرون كانت الإهانات الدبلوماسية أشد فظاظة مما هي عليه الآن، لكن الأجواء بقيت مشحونة كما هي.

وفي عام 1827، ضرب والي الجزائر السفير الفرنسي بمضرب ذباب أثناء نزاع حول الديون، وكانت هذه الواقعة قبل استعمار دام نحو 130 عاما.

ويشير التقرير إلى أن الدبلوماسية الحديثة أصبحت أقل ميلا للمواجهة الجسدية، لكنها “مشوحنة بالقدر ذاته”، وتصدر أحيانا من قادة ديكتاتوريين يظهرون “ازدراء” لخصومهم المنتخبين ديمقراطياً، كما أن بعضم قد يستمتعون بإبراز الشعور بالقوة والثقة بالنفس أمام مواطنيهم، الذين ينظرون إليهم باعتبارهم يتحدون الغرباء.

وتشير على سبيل المثال إلى الزعيم الفنزويلي، هوغو شافيز، الذي كان معروفا بخطاباته اللاذعة ضد الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، وكان يصفه بـ”الشيطان”.

“صبي يرتدي بنطالا قصيرا”

وإلى رئيس زيمبابوي الراحل، روبرت موغابي، الذي وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، بأنه “صبي يرتدي بنطالا قصيرا”، وهو تصريح نال إشادة داخلية حتى من خصومه.

وحسب التقرير، وصف دبلوماسيون صينيون رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، بأنه “صبي”. كما يشير إلى طريقة أخرى ربما أكثر ضراوة من الفظاظة، وهي الخدع التي يقوم بها المسؤولون، مثل الخلاف الدبلوماسي الذي حدث بين تركيا وإسرائيل لأن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي جعل السفير التركي يجلس على أريكة منخفضة خلال اجتماع.

جربت تركيا هذه الخدعة في وقت لاحق من خلال تهميش رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بجعلها تجلس على أريكة بينما كان الرئيس التركي، رجيب طيب إردوغان، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، جالسين على كرسيين كبيرين.

وفي عام 2007، أزعج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المستشارة الألمانية آنذاك، أنجيلا ميركل، عندما قدم إليها كلبا ضخما، رغم علمه برهاب ميركل المعروف للكلاب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.