السبت , 16 نوفمبر 2024
1644994538.jpeg

وقائع تعبر عن رعب ميليشيا الإخوان من زيارة اردوغان إلى دولة الإمارات

“الواقع الجديد” الأربعاء 16 فبراير 2022م / خاص

تعيش الشرعية الإخوانية، حالة من الغليان والارتباك في أعقاب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات، والدلالة السياسية لهذه القمة الدبلوماسية التي تعيد ترتيب الأوراق من جديد لصالح التحالف العربي.

تركيا إلى جانب قطر، كانتا الأكثر دعمًا لتنظيم الإخوان، وهو ما أتاح لحزب الإصلاح بيئة خصبة لتوجيه بوصلة الإرهاب تجاه الجنوب والتحالف أيضًا، بيد أن سياسات أنقرة بدت تتجه نحو التحالف بما يمهّد الطريق بشكل أو بآخر نحو تفكيك حجم الدعم الذي يتلقاه الإخوان من النظام التركي.

السيناريو الأكثر رعبًا لدى الشرعية الإخوانية يتمثّل في إقدام تركيا عن فض الحاضنة التي تتيحها لحزب الإصلاح، واستضافة الكثير من قياداته على أراضيها، والسماح بإطلاق قنوات من الأراضي التركية، وبالتالي فإنّ جنوح النظام التركي تجاه دولة الإمارات قد يفض هذا الدعم عن الإخوان أو على الأقل تنخفض وتيرته، تكرارًا لما جرى مع إخوان مصر.

رسالة زيارة أردوغان إلى الإمارات وصلت سريعًا إلى الشرعية، التي بادرت بتحركات متسارعة صبّت جميعها في محاولة النجاة من الانهيار الشامل سواء سياسيًّا وعسكريًّا.

وهناك واقعتان جرتا في هذا الإطار، عبّرتا عن حجم الغليان والانهيار في معسكر الشرعية، بينها بدء موجة انشقاقات إخوانية والانضمام إلى صفوف المليشيات الحوثية، حيث أعلن قائد اللواء الثاني عروبة بمأرب المدعو محمد الخضمي ومساعده وقائد كتيبة المهام للواء 63 مشاة، انشقاقهما عن الشرعية والانضمام إلى المليشيات الحوثية في صنعاء.

الانشقاق العسكري من قِبل قيادات عسكرية بارزة جاء على الأرجح لقراءتهم أن الشرعية الإخوانية انهارت بشكل كامل، وأنها تعيش أيامها الأخيرة، في ظل الترتيبات الراهنة التي تشهد تغييرًا شاملًا في مسار الواقع السياسي.

الواقعة الثانية تمثَّل في الظهور الإعلامي للمدعو معمر الإرياني الذي ظهر في مؤتمر صحفي موسع، لعب خلالها على تحسين صورة الشرعية الإخوانية والإدعاء بأنها تحقق انتصارات على المليشيات الحوثية، في محاولة لتحسين صورة هذا الفصيل الإرهابي، والزعم بأنه يقف إلى جانب التحالف في الحرب على الحوثيين وذلك على خلال الواقع والحقيقة.

ظهور الإرياني والصيغة التي تحدث بها، والتي تضمنت استعراضًا لإنجازات وهمية وكذا استعطاف للتحالف العربي، تعني أن هناك شكوكًا تراود تنظيم الإخوان بأنّ هيمنته على مفاصل الشرعية أمرٌ لن يطول أكثر ما طال، على إثر الخيانات التي ارتكبتها الشرعية الإخوانية طوال الفترة الماضية.

عبّرت الواقعتان عن رعب إخواني واضح من التغيرات السياسية التي تتسارع بشكل مسبوق ولم يعد متوقعًا في وتيرته، لا سيّما فيما يخص زيارة أردوغان للإمارات والتي يُنظر إليها بأنها قد تعيد ترتيب الكثير من الأوراق في المنطقة في حراك سياسي غير مسبوق.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.