“الواقع الجديد” الخميس 10 فبراير 2022م / خاص
الجنوب أثبت حكمته وقوته، وهو يتصدى للإرهاب الخبيث الذي تُشكله المليشيات الحوثية الإرهابية، وقد لقّن الأخيرة هزائم ساحقة، عرقلت تمدُّدها في الكثير من المناطق واحتلالها، وكان آخرها ما تحقُّق في محافظتي شبوة ومأرب وغيرهما، صحيحٌ أن جهود الجنوب في هذا الصدد تمثّل حماية لأمنه واستقراره في المقام الأول، لكنّ الأمر يشمل كذلك جهودًا لحماية الأمن القومي العربي، وهو هدف وضعه المجلس الانتقالي على رأس اهتماماته خلال هذه المرحلة.
إقدام الجنوب إلى جانب التحالف العربي، على دحر المليشيات الحوثية الإرهابية، يحمي المنطقة من تغولًا خطيرًا ومدًا شيعيًّا يُشكله الحوثيون تنفيذًا لمخطط إيراني مشبوه، وُضع لإحكام السيطرة على مفاصل المنطقة.
فالمليشيات الحوثية فصيل مذهبي يسعى لنشر أفكاره المشبوهة على أوسع نطاق، يُشكك في صحيح الدين، والمليشيات لها الكثير من المواقف الطائفية التي أظهرت خطورتها ومساعيها المشبوهة للتمدد مذهبيًّا، اعتمادًا على تحريفها المتواصل في صحيح الدين، من خلال تشكيكها في السنة النبوية، مع ترويجها لأفكار الخميني فقط.
وتعتبر المليشيات الحوثية متطرفة فهي الوجه الرئيسي للحركة الزيدية، وقد تم توظيف هذه الأفكار بمخطط ودعم وتسليح إيراني في إطار السعي لإحداث غزو ديني خطير للمنطقة بأكملها عبر سلاح المد الشيعي.
وتعمل المليشيات على إحداث تغييرات أيديولوجية خطيرة في المناطق التي تنشط فيها، بينها مثلًا غلق المقاهي التي يختلط فيها الرجال بالنساء، والفصل بين الأولاد والبنات في المدارس، واعتماد مناهج دراسية مناهضة للغرب ومُحرضة على المسلمين السنة، حتى أنّ الشوارع والأسواق باتت مشوهة بصور قتلى المليشيات في تكرار خطير لسيناريو حزب الله في لبنان.
المليشيات الحوثية عملت على ترسيخ مفاهيم التشيع الإيراني، إذ تفتحت حسينيات لإحياء ذكرى مقتل الحسين، وتنظم مسيرات كبرى في عاشوراء وعيد الغدير، وتعلن عن عطلات رسمية في مناسبات يحييها الشيعة.
هذا التطرف الديني الخطير الذي يُشكله الحوثيون جعل من عمليات استئصال وكبح المليشيات من قبل الجنوب أولوية كبيرة عملًا على حماية الأمن القومي العربي بأكمله من هذه المخاطر التي تشكلها المليشيات تنفيذًا لأجندة إيرانية مشبوهة.