“الواقع الجديد” الأثنين 7 فبراير 2022م / متابعات
تعمل الشرعية الإخوانية على استغلال أي حدث أمني في الجنوب، كسلاح لمحاولة إثارة حالة من الفوضى الشاملة التي تستهدف الجنوب وتسعى لبعثرة الأوراق للقضاء على أي معالم للاستقرار، قبل أن يغلق الجنوب باب الفتنة سريعًا.
وفيما تستهدف هذه الحرب الشعواء كل محافظات الجنوب دون استثناء، فقد وُضعت العاصمة عدن في صدارة هذا الاستهداف المشبوه، باعتبارها الكعكة التي تبحث الشرعية الإخوانية على التهامها نظرًا لأهميتها الجيوسياسية المعبرة عن مسار القضية الجنوبية.
وجاءت أحداث خور مكسر كوسيلة استخدمتها الشرعية الإخوانية في محاولة لضرب الجنوب نفسيًّا عبر إطلاق قدر كبير من الشائعات، كخطوة أولى تسعى فيما بعد إلى محاولة للتغلغل إلى أعماق الجنوب، بعدما فشلت في أعمالها العدائية المباشرة والصريحة.
منصات الإخوان سواء كانت وسائل إعلام رسمية أو صفحات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتظت على مدار الساعات الماضية بسيل كبير من الشائعات التي استهدفت النيل من الجنوب وأمنه واستقراره، في تحريف واضح للحقيقة.
الجنوب بدوره وجه صفعة للشرعية، بإعلان اللجنة الأمنية في العاصمة عدن، تشكيل لجنة تحقيق في أحداث مدينة خورمكسر، معلنة نيتها إعداد تقرير عن ملابسات الموقف، كما تعهدت برد صارم من إدارة أمن عدن، كفيل بعدم تكرار أحداث خور مكسر، داعية وسائل الإعلام إلى عدم الانجرار وراء الشائعات.
وفي أعقاب ذلك أيضًا، وجّهت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بإبعاد القوة الأمنية المتمركزة بجزيرة العمال في خورمكسر بالعاصمة عدن، وإحالة المتورطين في الأحداث المرفوضة إلى القضاء العسكري.
وعبرت خلال اجتماعها صباح اليوم الاثنين، عن استنكارها الأحداث المؤسفة، التي وصفتها بأنها تصرفات “لا مسؤولة”، وشددت على مواجهة التصرفات الفردية الرعناء بإجراء عقابي حازم وفقا للقانون، منعا لتكرارها، مشيرة إلى استغلالها من طرف الإعلام المعادي لشعب الجنوب وقضيته.
موقف الجنوب الرسمي في هذا الصدد، مثّل تعاملًا حكيمًا عبر إعلاء كلمة القانون وتغليب مصلحة الوطن والمواطن بما يضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقرار، ومن غلق للباب أمام أي مساعي لإحداث اختراق في عمق الجنوب من هذا المدخل.