“الواقع الجديد” الثلاثاء 1 فبراير 2022م / خاص
تواصل القوات الجنوبية جهودها الضخمة في إطار تطبيع الحياة وتأمين أوضاع مستقرة للمواطنين في إطار معركة تخوضها ما بعد دحر الحوثيين، وهي تفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات قبل إزاحتها، إذ أعلنت ألوية العمالقة الجنوبية، يوم الاثنين، إتلاف فرقها الهندسية سبعة آلاف و700 لغم وعبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية بيحان في محافظة شبوة، ومديرية حريب في محافظة مأرب.
وفيما يُعوّل المواطنون على جهود القوات الجنوبية في هذا الصدد، فإنّ المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراءات فعلية لكبح جماح إرهاب المليشيات الذي تخطّى كل الخطوط الحمر، ومثّل تهديدًا مروعًا للمواطنين، وكثيرًا ما نبّه المجتمع الدولي إلى مخاطر الألغام الحوثي، ودعا المليشيات في أكثر من مناسبة لضرورة وقف هذا الإرهاب الغادر، بيد أنها لا تبدي أي التزام بوقف هذه الجرائم التي تندرج في إطار كونها جرائم ضد الإنسانية.
الجانب الثالث من المعادلة يتعلق بتعامل الشرعية الإخوانية مع ملف ألغام الحوثي، فالنظام الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح يستغل هذا الإرهاب الحوثي للمتاجرة بها، عبر إطلاق تصريحات يُظهر من خلالها حالة من العداء المصطنع بينما هو في حقيقة الحال فصيل متآمر مع المليشيات.
وتستخدم المليشيات الإخوانية ملف ألغام الحوثي، في محاولة لكسب تعاطف معها، لتأمين حضور لها في المستقبل السياسي من خلال إظهار نفسها طرف مجني عليه، بينما يوثّق الميدان وتطورات الجبهات وواقع التعامل السياسي حقيقة تآمرها مع المليشيات المدعومة من إيران.