“الواقع الجديد” الأثنين 31 يناير 2022م / خاص
وضعت الانتصارات المذهلة التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، الشرعية الإخوانية في مأزق حقيقي، بعدما تمكنت القوات الجنوبية من دحر المليشيات من محافظة شبوة.
تمدّد عمليات قوات العمالقة الجنوبية تجاه مأرب والبيضاء ضمن تكتيكات حكيمة لتأمين العمق الاستراتيجي لمحافظة شبوة، ضيّق الخناق كثيرًا على الشرعية التي كانت على ما يبدو تراهن على فترة طويلة الأمد من العزوف عن مواجهة ومحاربة المليشيات الحوثية ودفع القوات الجنوبية لخوض المعركة وحدها.
يضرب هذا الأمر أجندة الشرعية الإخوانية في مقتل، فهي عمدت بشكل كبير إلى التآمر لصالح المليشيات المدعومة من إيران وتسليمها المواقع والجبهات والعزوف عن مواجهتها عسكريًّا، ما يعني أن دفعها لمحاربة المليشيات أمرٌ يتضاد مع أجندتها العبثية.
هذا الوضع الخانق الذي تعيشه الشرعية عبّرت عنه القيادات الإخوانية على مدار الساعات الماضية، التي عكست تصريحاتها حجمًا كبيرًا من الانهيار والانزعاج من التطورات العسكرية والسياسية القائمة.
ففي هذا الإطار، عملت الشرعية الإخوانية على مهاجمة قوات العمالقة الجنوبية عبر هجمات لا يُعرف سببها لكنها كانت تهدف لبعثرة الأوراق لإبعاد الحديث عن أي مطالب قد توجه للشرعية لتتوجه نحو مواجهة المليشيات في الجبهات.
يشير هذا الطرح إلى أنّ المليشيات الإخوانية من غير المستبعد أن تعمد إلى إثارة نعرات أمنية وعسكرية وسياسية تُبعد فيها الأنظار تمامًا عن توجيه بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ما يفرض بضرورة التصدي لأي مؤامرة عبثية تعادي الجنوب والتحالف العربي.