الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
4d21ba04-27f0-4cc9-8f94-d43a5d859fcb.jpg

منصور صالح: المنطقة العسكرية الأولى أصبحت ملاذا للتنظيمات الإرهابية وتطهير وادي حضرموت من الإخوان بات ضرورة

“الواقع الجديد” الخميس 20 يناير 2022م / خاص

حرب على جبهتين، تخوضها اليمن في سبيل التحرر والقصاص العادل من رموز الدم من قادة الإجرام الحوثي وألاعيب وخيانات الإخوان وبقية التنظيمات الإرهابية.

وفي الجنوب، يقف المجلس الانتقالي حجر عثرة في طريق هذه التنظيمات الظلامية يحمل قضية شعب عانى طويلا من ويلات الظلم والقهر ولازال مستمرا في طريق الكفاح الطويل، متعهدا بحماية الأهداف القومية العربية تحت مظلة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

في هذا الصدد، يؤكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، على أهمية التصدي للمشروع الإيراني في اليمن ووكلائه من مليشيات الحوثي تزامنا مع الضغط المستمر لتحييد قدرات تنظيم الإخوان الإرهابي حتى إزاحتهم من المشهد.

المسؤول البارز في المجلس الانتقالي ندد بشدة بـ”العمل الإرهابي الحوثي” الذي استهدف منشآت مدنية في الإمارات، مشيرا إلى أنها استهدفت تشتيت الأنظار عن تحرير شبوة التي قضت مضاجع الانقلاب وداعميه في طهران.

وقال صالح، في لقاء مع “العين الإخبارية”، إن ما قامت به المليشيات الحوثية الإرهابية من استهداف للأراضي الإماراتية يعد محاولة للهروب إلى الأمام وصرف الأنظار عن خسائرها التي تلقتها على الأرض في شبوة على قوات العمالقة الجنوبية.

وأوضح أن هجوم مليشيات الحوثي استهدف ترميم الحالة المعنوية للجماعة وحاضنتها ومناصريها والتي اهتزت كثيرا بعد معركة شبوة وتحرير مديريات “عسيلان” و”عين” و”بيحان”.
ويعد الهجوم عملا إرهابيا بكل المقاييس، إذ يعكس مدى خطورة هذه الجماعة على الأمن والسلم الدوليين خاصة وهو يأتي بعد أسابيع قليلة من قيامها باختطاف السفينة التجارية “روابي” التي تحمل العلم الإماراتي قبالة سواحل الحديدة، طبقا للقيادي الجنوبي.

وشدد صالح، في حديثه لـ”العين الإخبارية” على موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في دعمه المطلق لدولة الإمارات العربية المتحدة في اتخاذ الرد المناسب على هذا التمادي السافر والصارخ وغير المسبوق.

وقال إنه “دون شك فاعتداء المليشيات على أعيان مدنية داخل دولة الإمارات يمنحها حق الدفاع عن مصالحها والرد على أي اعتداء يستهدف سيادة أراضيها ويهدد حياة مواطنيها بالخطر”.

العمالقة بعد شبوة

ويبدو أن الانتصارات الساحقة التي حققتها قوات ألوية العمالقة الجنوبية ضد مليشيا الحوثي في شبوة، قد غيرت مسار المعارك في اليمن.

وحول مرحلة ما بعد تحرير شبوة، قال المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي إن “المهمة الحالية لقوات العمالقة الجنوبية تتمثل في تأمين وحماية الانتصارات المحققة بتحرير مديريات بيحان الثلاث، ويأتي ضمن ذلك تحرير مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب والمحاذية لمديرية عين”.
وأضاف أن هذه العملية كما هو معروف حملت اسم “إعصار الجنوب”، ومع ذلك قد تتقدم القوات باتجاه مناطق محاذية في حدود محافظة البيضاء ومن ذلك تأمين السيطرة على عقبة القنذع.

واستدرك: “لذلك نستطيع أن نقول إن المهمة الحالية لقوات العمالقة هي تحرير وتأمين محافظة شبوة التي مازالت تواجه تحديات ومخاطر بفعل التركة التي خلفتها سلطة الإخوان”.

وبالحديث عن اتجاه القوات لتحرير الشمال، قال إنه “يتطلب توفر شروط أخرى إن تحققت فلا تمانع القوات الجنوبية من المساهمة في معارك تحرير الشمال”.

بين تلك الشروط، وفق صالح، هي تحرك قوات الجيش اليمني ومن ضمنها قواته الموالية للإخوان المرابطة دون مهمة في وادي حضرموت والمهرة “للقتال في محافظاتها فهذه مسؤوليتها بدرجة أساسية وليست مسؤولية قوات العمالقة الجنوبية”.

وتابع: “أما الطلب من قوات العمالقة التقدم في حين تبقى قوات المنطقة الأولى المرابطة في وادي حضرموت منذ 1994 ولم تشارك بطلقة واحدة في مواجهة المليشيات وليس لها من دور غير حماية قوى الفساد فهذا أمر غير منطقي وغير منصف”.

تحرير شمال اليمن

تطهير شمال اليمن من أدوات المشروع الإيراني بات حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى خصوصا عقب التهديدات التي أظهرها الحوثيون ضد الملاحة البحرية ودول الجوار في السعودية والإمارات.

ووفقا لنائب رئيس الدائرة الإعلامية في الانتقالي منصور صالح فإن القوات الجنوبية مستمرة في خوض هذه المعركة و”هناك قوات جنوبية خاضت ومازالت تخوض معارك في العمق الشمالي منذ 7 أعوام وقدمت المئات إن لم يكن الآلاف من الشهداء خاصة في الساحل الغربي والحديدة وإب”.

وبحسب صالح، فإن معارضة الانتقالي ليست للمشاركة في تحرير الشمال اليمني بل إن “التحفظات تكمن في عدم منطقية أن تذهب قوات جنوبية إلى الشمال في حين أن آلاف الجنود من الوحدات الشمالية يرابطون في الجنوب ويرفضون الذهاب لتحرير مناطقهم”.

وفي إشارة إلى محاولات تنظيم الإخوان إدخال الجيش في معارك جانبية بعيدا عن الحوثي، يضيف صالح” انهم يرفعون درجة جاهزيتهم القتالية لمواجهة المواطن الجنوبي المطالب بحقوقه وثرواته كما هو حاصل هذه الأيام في وادي حضرموت”.

لهذه الأسباب -والحديث لصالح- يكاد الجنوبيون يجمعون على أن مهمة تحرير محافظات الشمال تقع على أهلها الذين إن أرادوا فإنهم يستطيعون فعل ذلك خاصة وهم قوة بشرية ولديهم التسليح الكافي الذي قدمه التحالف بسخاء لجبهات الشمال خلال السنوات الماضية.

وأضاف أنه في حال تحركت القوات الشمالية إلى جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي، يمكن أن تكون القوات الجنوبية مساندة لها فقط.

وأكد المسؤول الجنوبي أن المجلس الانتقالي مازال عند موقفه من الالتزام بخوض معركة مواجهة مليشيا الحوثي ضمن جهود التحالف العربي في هذه المعركة.

وأشار إلى أن المجلس يترجم التزامه هذا على أرض الواقع من خلال المعارك التي تخوضها القوات الجنوبية والمقاومة الجنوبية في عدد من الجبهات كـ “الصبيحة” و”كرش” و”الضالع” و”مكيراس” و”شبوة” والساحل الغربي.

ولفت إلى أن القوات الجنوبية قدمت قوافل من الشهداء في هذه الجبهات، واستعدادها للذهاب لما هو أبعد من ذلك في حال وجدت نوايا صادقة لدى الأطراف الأخرى لخوض في العمق اليمني الشمالي.

التحرك ضد الإخوان

ويرى منصور صالح أن التواجد الإخواني في وادي حضرموت لم يعد مقبولا ولا بد من تطهير الوادي منه بنقل القوات المرابطة فيه إلى جبهات القتال مع مليشيات الحوثي ضمن اتفاق الرياض.

وأشار إلى أن هناك خطوات جادة اتخذت في هذا الجانب، وبدأت بالتحرك الشعبي الواسع ضد هذه القوات وضد سيطرة الإخوان على الوادي والمتمثل بالهبة الشعبية الحضرمية الثانية التي بدأت في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021 ومازالت مستمرة وتتزايد ولن تتراجع الا بتحقيق كل مطالبها.

وأكد صالح على تواصل الضغط الإعلامي لمطالبة قوات المنطقة الأولى المرابطة في الوادي بتنفيذ اتفاق الرياض والانتقال إلى مسرح عمليات جبهات مأرب، إضافة إلى تسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات التي تمارسها هذه القوات بحق أبناء حضرموت.

وأضاف إلى تلك الجرائم: “الدور المشبوه لهذه القوات في دعم وحماية العناصر الإرهابية وتوفير الملاذ الآمن لها خلال السنوات الماضية”.

الوضع الاقتصادي

تزداد الأوضاع الاقتصادية في الجنوب وعدن تحديدا سوءاً رغم استبشار الناس هناك بحالة التعافي المؤقت في قيمة العملة المحلية، وفقا لصالح.

ودعا المسؤول في المجلس الانتقالي، الحكومة للتدخل العاجل لمعالجة أوضاع تراجع قيمة العملة وأزمة المشتقات النفطية والكشف عن القوى والشخصيات المتنفذة التي تقف خلف هذه المعاناة التي يتجرعها شعبنا.

وفي ختام حديثه، عبر منصور صالح عن الامتنان للمهنية التي تتميز بها بوابة “العين الإخبارية” في تعاطيها مع الموضوعات المتصلة بقضية شعب الجنوب، واليمن عموما حد وصفه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.