“الواقع الجديد” الأثنين 10 يناير 2022م / خاص
أحيت الانتصارات التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية أمام المليشيات الحوثية التي أفضت إلى تحرير محافظة شبوة من قبضة المليشيات الحوثية، نحو استكمال عمليات التحرير لتشمل كل مناطق الجنوب المحتلة.
قوات العمالقة أظهرت قدرات خارقة ونجحت في استعادة مديريات بيحان وعسيلان والعين، لتُسقِط السيطرة الحوثية على المديريات الثلاث التي كانت قد سلّمتها الشرعية الإخوانية للمليشيات المدعومة من إيران قبل أشهر.
نجاحات العمالقة التي تُضاف إلى سجل جنوبي حافل في إطار مكافحة الإرهاب استدعى مطالب عديدة لتأخذ العمليات نطاقًا أكبر، فيما يخص تحرير كل أراضي الجنوب الخاضعة للاحتلال.
الحديث ينصب في هذا الإطار على وجه التحديد على وادي حضرموت، أين تنتشر عصابات إخوانية مُسلحة، بات شغلها الشاغل العمل على إثارة نعرات أمنية غرست بذورًا كبيرة من الفوضى الأمنية في المحافظة الغنية بالنفط.
نموذج وادي حضرموت لا يختلف كثيرًا عن الوضع الذي كان سائدًا في شبوة ولفظته قوات العمالقة، سواء فيما يخص الفوضى الأمنية من جانب، فضلًا عن الانفلاب الخدمي والمعيشي بشكل مروع.
سرعة النجاحات التي تحقّقت في شبوة، وسَّعت من المطالب بأن يكون الهدف المقبل هو وادي حضرموت، لمواجهة عناصر إرهابية منتشرة هناك نشرتها مليشيا الشرعية الإخوانية لخدمة مصالحها.
انتصارات العمالقة الجنوبية في شبوة يبدو أنّها ستغيّر موازين القوة على الأرض لصالح الجنوب، فالشرعية الإخوانية التي وجدت حليفها الحوثي ينهار أمام “العمالقة” قد تعيد حساباتها وترضخ عن الدخول في مواجهة مباشرة مع الجنوبيين.
وليس من المستبعد أن تشهد الأيام المقبلة، وتحديدًا فيما بعد تحرير شبوة، تغييرات جذرية في طبيعة الوضع العسكري، وبشكل خاص وضع المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، وهي المسؤول الأول عن إثارة الفوضى الأمنية في حضرموت في إطار الحرب الإخوانية على الجنوب.
ما يُرجّح من هذا الطرح أنّ عمليات العمالقة البطولية في شبوة أسقطت الكثير من الأقنعة، وعرّت الشرعية الإخوانية على الملأ بعدما ثبت حجم تآمرها لصالح الحوثيين، وأنّها الطرف المعرقل لحسم الحرب على المليشيات المدعومة من إيران.
قوات المنطقة العسكرية الأولى تعزف بشكل غير مبرر عن التوجه إلى مأرب، وهو عزوف يتعلق بحجم التخادم بين المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية، إذ تكتفي مليشيا الشرعية بالانتشار العسكري في الجنوب.
وبالتالي، فإنّ انتصارات العمالقة تخنق الشرعية وتضعها بين خيارين كلاهما أشد مرارة من الآخر، وذلك إما الاستمرار في عدائها ضد الجنوب بما يمثّل تجاوزًا للخطوط الحمراء غير المسموح بتجاوزها أبدًا، أو مغادرتها على الفور وبالتالي يُسقَط قدرٌ كبيرٌ من حجم مؤامراتها العدائية ضد الجنوب.