“الواقع الجديد” الأحد 2 يناير 2022م / خاص
شهد الجنوب خلال الفترة الماضية، تطورات متسارعة بدءًا من الهبّة الحضرمية امتدادًا إلى حراك شبوة وصولًا إلى تحركات قوات العمالقة الجنوبية، وتشير جميعها إلى الإصرار على إنجاح اتفاق الرياض.
الاتفاق الموقّع في نوفمبر 2019، كان الهدف منه هو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوّهت الشرعية الإخوانية مسار الحرب من خلال مساراتها التآمرية والعدائية، لكنّ الشرعية تمادت في إرهابها، وحرّفت مسار اتفاق الرياض نفسه.
زاد حجم النفور من الشرعية الإخوانية فبدأت تحركات عسكرية لقوات العمالقة سعيًّا لإسقاط قبضة المليشيات الحوثية الإرهابية على مديريات بيحان والعين وعسيلان، بعدما تسلمها الحوثيون من المليشيات الإخوانية.
أحد أهم الإنجازات التي ستتحقق بعد الخلاص من الارهاب الحوثي تتمثل المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق الرياض، وهذا يعني إحداث تغيير شامل في وضع الجنوب، أوله تحرير أراضيه من الإرهاب الغاشم، إلى جانب تولي إدارته ومن ثم ينعم المواطنون بثرواتهم وطنهم بعدما خضعت للنهب والسطو على مدار الفترات الماضية.
وفيما تمضي كل الأمور نحو تحقيق مزيد من المكاسب لصالح الجنوب من خلال المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق الرياض، فيبدو أنّ الشرعية الإخوانية تعيش أسوأ أيامها وهي ترى نفسها مُجبرة بين خيارين، أحلاهما مر، وذلك بين الاستمرار في خرق اتفاق الرياض أو الانصياع أمامه، وهي في الحالتين الخاسر الوحيد.
ويأتي قرار إقالة بن عديو، بين احتمالين إذ يمكن أن الشرعية قد تناور بهذا القرار ومن ثم تتمادى في خرق الاتفاق والاستمرار في معاداة الجنوب وشعبه من جانب، أو أن الأمر يمثّل بداية لجولة من الانصياع لما يتضمنه مسار الاتفاق.