“الواقع الجديد” السبت 25 ديسمبر 2021م/ متابعات
تعد الأعشاب والنباتات السقطرية إحدى المعالم الفريدة للجزيرة، والتي جعلت منها مكانا فريدا في العالم، حيث أن الغطاء النباتي وتنوع المناخ من أهم مميزات هذا المكان الذي يقع في قلب المحيط الهندي.
التقت “سبوتنيك”، الرجل الأشهر في الجزيرة، والذي يبلغ من العمر 75 عاما، قضى ما يقارب نصفها في المتابعة والبحث والتجريب على النباتات العشبية، كي يجعل منها مصنعا للأدوية أو علاجا للأمراض لأهالي الجزيرة.
وقد ذاع صيته في الخارج، فشارك في العديد من المؤتمرات والندوات حول الأعشاب والنباتات في بريطانيا وغيرها، وألف كتابا باللغة الإنجليزية وثق فيه تجاربه والنباتات النادرة في جزيرته.
عندما تشاهد الرجل للمرة الأولى في حيويته ونشاطه واعتدال قامته لا تصدق أنه ابن الخامسة والسبعين، ذهبنا إليه في صيدلية الأعشاب التي يديرها في منزله، فوجدنا أعشابا على كل الأرفف، كل منها له مسمى لعلاج أمراض بعينها سواء للإنسان أو الحيوانات، إنه الدكتور طانوف سالم نوح الشهير بـ “حكيم سقطرى”.
بداية يحدثنا دكتور “طانوف” عن النباتات والأعشاب في جزيرة سقطرى، قائلا: إن الجزيرة منحها الله طبيعة فريدة وخاصة بالنسبة للنباتات النادرة والعشبية منذ القدم، حتى إن الاسم الحقيقي القديم للجزيرة هو “سوق القطرة” نظرا لأنها كانت المورد الرئيسي لمناطق ودول الجوار وبعض المناطق في العالم القديم للأعشاب والنباتات النادرة، من اللبان والعسل والسمن، وبعض النباتات الموجودة لدينا لا مثيل لها ولا تصلح زراعتها في أي بقعة أخرى من العالم.
ويتابع: لذلك عكفت خلال 28 عاما من عمري على دراسة واختبار بعض تلك النباتات وتوصلت إلى الكثير من النتائج حول استخدام تلك الثروة النباتية في علاج الكثير إن لم يكن معظم الأمراض، سواء التي تصيب الإنسان أو الحيوان، ولم تكن تلك النتائج نظرية بل كانت من خلال التجريب والتطبيق.
وسألناه عن التجارب وكيف تم إجراؤها.. وهل هى على المستوى المحلي فقط؟
الأعشاب والنباتات في بريطانيا وغيرها، وألف كتابا باللغة الإنجليزية وثق فيه تجاربه والنباتات النادرة في جزيرته.
عندما تشاهد الرجل للمرة الأولى في حيويته ونشاطه واعتدال قامته لا تصدق أنه ابن الخامسة والسبعين، ذهبنا إليه في صيدلية الأعشاب التي يديرها في منزله، فوجدنا أعشابا على كل الأرفف، كل منها له مسمى لعلاج أمراض بعينها سواء للإنسان أو الحيوانات، إنه الدكتور طانوف سالم نوح الشهير بـ “حكيم سقطرى”.
بداية يحدثنا دكتور “طانوف” عن النباتات والأعشاب في جزيرة سقطرى، قائلا: إن الجزيرة منحها الله طبيعة فريدة وخاصة بالنسبة للنباتات النادرة والعشبية منذ القدم، حتى إن الاسم الحقيقي القديم للجزيرة هو “سوق القطرة” نظرا لأنها كانت المورد الرئيسي لمناطق ودول الجوار وبعض المناطق في العالم القديم للأعشاب والنباتات النادرة، من اللبان والعسل والسمن، وبعض النباتات الموجودة لدينا لا مثيل لها ولا تصلح زراعتها في أي بقعة أخرى من العالم.
ويتابع: لذلك عكفت خلال 28 عاما من عمري على دراسة واختبار بعض تلك النباتات وتوصلت إلى الكثير من النتائج حول استخدام تلك الثروة النباتية في علاج الكثير إن لم يكن معظم الأمراض، سواء التي تصيب الإنسان أو الحيوان، ولم تكن تلك النتائج نظرية بل كانت من خلال التجريب والتطبيق.
وسألناه عن التجارب وكيف تم إجراؤها.. وهل هى على المستوى المحلي فقط؟
فأجاب: تلك التجارب والأبحاث كانت في البداية على المستوى المحلي لكنها تطورت بعد ذلك، حيث شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الخاصة بالنباتات في الخارج. على سبيل المثال، ذهبت ثلاث مرات إلى بريطانيا، وعقدت أكثر من مؤتمر صحفي، وهناك كتاب تم طبعه باللغة الانجليزية يوثق للنباتات السقطرية النادرة وقيمتها العلاجية، ويوزع في العديد من دول العالم، وللأسف لم يترجم للعربية لقلة الإمكانيات، وهذا الكتاب تم باللغة السقطرية وكتب باللاتينية.
ولماذا اللغة السقطرية بشكل خاص، وما أهمية ذلك؟
فيجيب حكيم سقطرى: السقطرية هى لغة كل أهل الجزيرة وإن لم تكن لها حروف للكتابة خاصة بها إلا أنها محفوظة لدى كل بيت، ويقوم سكان الجزيرة بتلقينها لأبنائهم ويمكن كتابتها باللغة العربية فيما عدا بعض الحروف، وهى أيضا تحفظ بالأبيات الشعرية، وفي الآونة الأخيرة جرت العديد من المهرجانات والمسابقات الشعرية للحفاظ على اللغة برعاية من الهلال الأحمر الإماراتي، حيث تضرب العلاقة بين الجزيرة والإمارات في جذور التاريخ، فقد كانت محطات غالبية السفن التي تخرج من الجزيرة في دبي وعجمان، ولم تكن تطبق على السقطريين هناك أي إجراءات خاصة بالوافدين منذ عشرات السنين، وكان ولا يزال هناك تعايش وتجارة بين الجانبين.
سألناه عدم وجود جهود دولية للحفاظ على هذا التراث العالمي، رغم خصوصية الجزيرة وتفردها. فهل خاطبتم العالم؟
يقول الحكيم السقطري: قدم المسؤولون عن البيئة العديد من النداءات إلى المنظمات الدولية المعنية بالتراث من أجل إدارة تلك الثروة البشرية المهددة بالانقراض نتيجة عوامل عديدة من بينها الرعي الجائر والجفاف والقحط والفيضانات والتغير المناخي، وناشدنا العالم بأن يكون هناك دعم لحماية الطبيعة والنباتات النادرة.
شجرة “دم الأخوين” كما يطلق عليها.. ما قصتها؟
هذه الشجرة أو مجموعة الأشجار لا توجد إلا في سقطرى فقط، ولا تنمو في أي مكان في العالم، ولم يستطع الباحثون تحديد عمرها الحقيقي حتى الآن وإن كان معظمهم يجمع على أن بعضها تجاوز عمره 1000 عام، وتحظى الشجرة بالعديد من الحكايات الأسطورية، حيث تتحدث بعضها بأن الشجرة نبتت من دم الأخوين “هابيل وقابيل” في أحداث أول جريمة قتل عرفها التاريخ.
وتقول أخرى إن الشجرة نمت من دم متخثر سال نتيجة صراع تنين وفيل حتى موتهما وفقا لما هو موثق بالمركز الوطني للمعلومات باليمن، أما الاسم الشائع للشجرة بين أهالي الجزيرة ووفقا للغة السقطرية فهو “أ عريب”، كما تسميها حكايات أخرى أحيانا بأنها شجرة”دم العنقاء”، والغريب أن المادة التي تسيل من الشجرة لا تخرج إلا في موسمين هما الشتاء والصيف.
وعن الفوائد العلاجية لتلك الشجرة يقول “طانوف”:
يقوم الأهالي بإحداث شقوق في جزع الشجرة فتسيل منها مادة حمراء اللون ويتم تركها حتى تجف وبعد ذلك يتم جمعها تمهيدا لتصديرها، وتعد من الصادرات الرئيسية للجزيرة وجزء من تجارة التوابل في المنطقة، وتستخدم المادة هذه في الكثير من الصناعات البدائية المحلية، بجانب استخدامها كعلاج لوقف نزيف الدم ودهان للجسم والبشرة وبخور وفي بعض الأحيان تستخدم في الصباغة لأن اللون الذي يخرج منها لا يتغير مع مرور الوقت.
وعن سبب تسمية البعض لها بـ” جنة الله في الأرض” يتحدث طانوف قائلا:
الجزيرة تنعم بالأمن والأمان، وأي زائر وأي مواطن يشعر براحة القلب والبدن والاستقرار فيها، فلا تجد فيها الثعابين ولا العقارب ولا الذئاب والكلاب أو الثعالب واللصوص، الجزيرة خالية من أي شىء مفترس، أضف إلى ذلك كرم أهلها، حيث تدخل أي منطقة تجد الطعام والشراب وكرم الضيافة، وفي العموم من يزور سقطرى لابد أن يعود إليها مرة أخرى.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب