“الواقع الجديد” الثلاثاء 14 ديسمبر 2021م/ متابعات
تتجه الأنظار اليوم إلى الرياض السعودية، التي تحتضن الدورة الـ 42 لقمة مجلس دول التعاون الخليجي، التي ستركز على العديد من الملفات الحيوية لأمن واستقرار المنطقة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، قالت مصادر إن قمة الرياض تهدف إلى إعادة ترتيب البيت الخليجي، إعداداً لمرحلة جديدة مليئة بالطموحات والتطلعات.
توحيد البيت الخليجي
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن القمة الخليجية الثانية والأربعين، تهدف لتثبيت المصالحة الخليجية وبحث التغيرات والاستحقاقات السياسية في المنطقة، مع دخول المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة الدولية مرحلة حاسمة.
وشدد مصدر مطلع للصحيفة على أهمية قمة الرياض، خاصة أنها تأتي في أعقاب جولة ولي العهد السعودي الخليجية، لإعادة ترتيب البيت الخليجي وفق الرؤى الجديدة التي تعيشها المنطقة والتركيز على سياسة الاعتماد على الذات، من خلال تكامل اقتصادي فعال وتنسيق سياسي موحد وتعاون أمني ودفاعي انطلاقاً من قاعدة أن أمن دول المجلس، كل لا يتجزأ.
سياسة خارجية موحدة
من جهتها أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن القمة الخليجية ستركز على تعزيز نتائج قمة العُلا، وفي مقدمتها أهمية التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية الملك سلمان بن عبد العزيز، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته 36 في ديسمبر(كانون الأول) 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن “القمة الخليجية الـ42 تعقد في وقت حساس ودقيق تواجه فيه المنطقة العديد من التحديات” وأوضح في مؤتمر صحافي يوم الأحد، أن القادة سيناقشون الأمن الإقليمي، مع التركيز على المستقبل، وكيفية تعزيز أواصر التعاون، خصوصاً فيما يتعلق بالمجال التنموي والاقتصادي لدفع مسيرة الخليج الموحدة للأمام بما يعزز الفائدة لشعوب الخليج.
تغيرات في المنطقة
من جهتها، قالت هيفاء عدوان في صحيفة الوطن البحرينية: “لا شك في أن أي لقاء بين قادة دول المجلس، يشكل أهمية خاصة تنبع من أهمية المنطقة الاستراتيجية والجيوسياسية، ولما تمثله المنطقة من ثقل سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية، والأدوار التي تلعبها دول المجلس على مختلف الأصعدة”.
وأضافت “التغييرات المتسارعة والمفصلية التي قد تشهدها المنطقة والعالم تستدعي بالضرورة التسريع في رص الصفوف وتوحيد الجهود والكلمة والموقف، حيث أثبت قادة دول المجلس القدرة والحنكة السياسية لتجاوز كل التحديات، والخروج بقرارات كبيرة وهامة تنعكس على تعزيز الوحدة الخليجية والدفع بعملية التنمية قدماً وهو ما يلمسه المواطن الخليجي بشكل واضح اليوم”.
وأشارت الكاتبة إلى أن الملف الأمني سيكون حاضراً بقوة على طاولة القمة “بعد استئناف مفاوضات الملف النووي مع إيران، وتغييرات اتجاهات السياسة الأمريكية في المنطقة والتي أفقدتها بعض الثقة من قبل دول المنطقة، إلى جانب استمرار التدخلات الإيرانية، ودعم طهران للميليشيات الإرهابية”.
قوة إقليمية
وفي صحيفة عكاظ السعودية قال عبداللطيف الضويحي: “غني عن القول إن مجلس التعاون الخليجي وُلد في حاضنة واسعة من المشاعر الشعبية، والحالة العاطفية الغامرة مثل كل الأفكار الوحدوية الطموحة، والتي يمكن فهمها لصلتها الوطيدة بما تنشده شعوب الخليج من حاجة لترسيخ وتعزيز الأمن والأمان والحاجة لبلورة هوية ثقافية عربية تكون امتدادا لجذور هذه الشعوب بأمتها العربية، التي تشاطرها ذات القيم والمعتقدات والمكتسبات والموروث والمصالح المشتركة”.
وأضاف “من نافلة القول إن الكثير من المؤشرات ترى مجلس التعاون الخليجي اليوم على أعتاب مرحلة جديدة ومنذ القمة الخليجية في مدينة العُلا، مع طموحات وتطلعات أملتها ربما متغيرات وتطورات كثيرة داخل الدول الأعضاء، بجانب الكثير من المتغيرات والتطورات الإقليمية”، قبل أن يوضح “فانهيار النظام العالمي ترك فراغاً في المنطقة بالتزامن والتناغم مع طموحات استعمارية توسعية تاريخية للقوى الإقليمية التركية، والإسرائيلية، والإيرانية، والذي تسبب مع بعض القوى العربية المتطرفة بمآلات الربيع العربي وتحويل بعض الدول العربية إلى دول شبه فاشلة بسبب طموحات إيران وتركيا وإسرائيل التوسعية” مشدداً على أن هذا التحدي الاستراتيجي “يستدعي إيجاد قوة إقليمية عربية بحجم وأهمية الاتحاد الأوروبي، وتحالف بأهمية حلف الأطلسي”.