“الواقع الجديد” الأثنين 13 ديسمبر 2021م/ متابعات
ترفض الشرعية الدخول على خط الضربات الناجحة التي وجهها التحالف العربي للمليشيات الحوثية في الحديدة بمشاركة القوات المشتركة وألوية العمالقة الجنوبية، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول أبعاد هذا الصمت وما إذا كانت تخطط لمساندة العناصر المدعومة من إيران عبر تصعيد ورقة اتفاق ستوكهولم مجددا، تحديدا وأنها ذهبت باتجاه المفاوضات في ظروف شبيهة بالتي تحدث حاليًا قبل ثلاث سنوات حينما كان الحوثي قاب قوسين أو أدني من هزيمة ساحقة.
منذ التوقيع على الاتفاق في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة أعوام لم تمارس الشرعية الإخوانية أي ضغوطات تدفع الحوثي للالتزام بالاتفاق، وقامت بدور المتفرج أمام أكثر من 30 ألف انتهاك حوثي للهدنة بحسب أرقام التحالف العربي التي أعلن عنها مؤخرا، ووفرت البيئة المواتية لاستمرار الانتهاكات الحوثية ورفضت الانسحاب من الاتفاق، وبدا من الواضح أنها تُمسك به كورقة من الممكن توظيفها حال تعرض التحالف بينها وبين العناصر المدعومة من إيران لأي خطر.
تعاملت الشرعية مع اتفاق ستوكهولم باعتباره هدفا مرحليًا بالنسبة لها دعم تحالفها مع المليشيات الحوثية، إذ أن تجاهلها للاتفاق على مدار ثلاث سنوات ماضية كان بمثابة عربون الثقة بينها وبين العناصر المدعومة من إيران، وبالتالي فإن اقتراحها بالعودة للاتفاق مرة أخرى في الوقت الحالي قد يكون أحد الخطط التي تستخدمها لدعم علاقتها معها المليشيات الإرهابية، تحديدا وأن الأخيرة تتعرض لضربات متلاحقة في أكثر من جبهة وستكون بحاجة لتهدئة جبهة الحديدة للملمة أوراقها المبعثرة في صنعاء.
يمكن القول بأن الشرعية الإخوانية هي من ساعدت المجتمع الدولي على غض الطرف على الانتهاكات المتتالية لاتفاق الحديدة، بل أن محاولاته التي جرت على استحياء خلال الأعوام الماضية لم يصاحبها تحفز سياسي من جانب الشرعية يدعم تلك المحاولات وبدت مستسلمة تماما لكل ما تذهب إليه لجان الأمم المتحدة التي فشلت في إحراز أي تقدم على الأرض.
تُحرج الضربات القوية التي يوجهها التحالف العربي للمليشيات الحوثية عناصر الشرعية وبالتالي فإنها قد تذهب باتجاه الإقدام على أي تحرك من الممكن أن يفهم منه على أنه دعم للتحالف في حين أن باطنه بالطبع سيكون في صالح المليشيات الحوثية، وهو ما يجعل هناك إدراك تام بأي حلول سياسية في الحديدة بالوقت الحالي سيكون قطعًا لصالح الحوثي كما كان الحال من قبل عند اتخاذ قرار وقف إطلاق النار والذهاب إلى مفاوضات السويد.