“الواقع الجديد” الأحد 12 ديسمبر 2021م/ متابعات
يوما تلو الآخر تستمر الشرعية الإخوانية في جرائمها بحق أبناء شبوة ومعها تتوالى دعوات القصاص للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الأرض الطاهرة بعد أن تكالبت عليها الميليشيات، وهو ما يضع سلطة الإخوان تحت ضغوط متتالية بفعل حالة الاحتقان الداخلي التي تسببت فيها، في ظل تزايد وتيرة التنسيق بين المكونات القبلية والأهلية والسياسية بالمحافظة.
لم تترك الشرعية الإخوانية مكونا شعبيًا في شبوة من دون أن تدخل معه في عداءات كبيرة وهو ساهم في إنجاح الاجتماعات والاعتصامات التي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي بالتعاون مع مكونات أهلية وقبلية بالمحافظة وبالتنسيق مع الشيخ عوض بن وزير العولقي الذي حاولت الشرعية تفجير منزله قبل أيام، وهو ما يضعها في وجه نيران الغضب التي تحاصرها من كل الاتجاهات.
خلال تشييع جثمان الشهيد البطل أبوبكر محمد أبوبكر العولقي في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، أمس الأحد في موكب جنائزي مهيب عمت حالة من الحزن على وداع الشهيد بأيادي الغدر في منطقة المسحاء بنطاق المديرية، وطالبوا بالقصاص العاجل والناجز لدماء الشهيد من قاتليه، متعهدين بالمضي على دربه، وملاحقة جميع المتورطين بدماء الشهداء.
ما حدث أمس في جنازة الشهيد العولقي يتكرر بشكل يومي في مواكب جنائزية أخرى وهو ما يراكم الغضب ضد الشرعية التي تخنق نفسها بالانتهاكات اليومية التي ترتكبها، فهي تدرك أن جرائمها لن تمر مرور الكرام لكنها تمضي في طريق انتحارها أملا في إحداث أي تغير على الأرض يدعم سلطتها الغاشمة، في حين أن هناك الواقع على الأرض يشير إلى أن الدائرة تضيق عليها وأن انتهاكاتها تقابل بمزيد من الغضب الشعبي الذي سيكون قابلا لأن يكون ثورة جنوبية شاملة ضد إرهابها.
يرى مراقبون أن القصاص للشهداء والمصابين أمر يرسُخ في عقيدة أبناء شبوة، وتحديدا على مستوى قوات النخبة الشبوانية التي نجحت من قبل في تطهير المحافظة من العناصر الإرهابية واقتصت للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة إرهاب عناصر تنظيم القاعدة، وأن الأمر سيكون قابلا للتكرار في مواجهة الشرعية الإخوانية لأن الأجواء في المحافظة تبدو مهيأة لذلك مع تزايد الحصار الشعبي على سلطة الإخوان الإرهابية.
ويذكر أن الشهيد أبوبكر العولقي تولى قيادة قطاع المسحاء التابع للواء الثالث بقوات النخبة الشبوانية دفاعا عن الأبرياء من التنظيمات الإرهابية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وهو ما يدفع عصابات الشرعية لاستهداف أبطال النخبة باعتبارهم الخصم لها وللأطراف المتحالفة معها.
ونجحت قوات النخبة في مواجهة تهريب المخدرات في محافظة شبوة، بعدما مثّلت أحد الممرات النشطة في تهريب وغسيل الأموال، لكن رجال النخبة تمكّنوا من تضييق الخناق على هذه العمليات، وسبق أن أكّد تقرير للخبراء الدوليين التابعين للأمم المتحدة، أن قوات النخبة الشبوانية من أنشط القوات في مكافحة الإرهاب، وأشارت إلى تدريبها على يد القوات المسلحة الإماراتية.
ومن جانبه أكد الناشط السياسي علي الأسلمي، أن الإخواني المدعو محمد بن عديو، لن يفلت من الملاحقة القانونية، لامتلاكه سجل حافل بالجرائم والانتهاكات.
وأشار في تغريدة عبر “تويتر”، موجها حديثه لمحافظ شبوة: “الإقالة من المنصب لن تحميك من الملاحقة القانونية، هناك ملف حقوقي فيه كل الانتهاكات التي مارستها مليشيات حزبك بحق أبناء شبوة”.
وفنّد تلك الانتهاكات: “بداية بالاغتيالات التي طالت أفراد النخبة، والتعذيب في الغرف المظلمة، وقصف القرى بالسلاح الثقيل، وقطع الخدمات المتعمد”، متابعا: “سيتخلى عنك من خططوا لك كما تخلو عن غيرك”، في إشارة إلى الشرعية الإخوانية.