“الواقع الجديد” الأحد 12 ديسمبر 2021م/ متابعات
«حان الوقت لأن تتعامل إدارة جو بايدن بشكل أكثر حزماً مع ميليشيات الحوثي الإرهابية»، رسالةٌ أجمع عليها محللون أميركيون بارزون، شددوا على أن معالجة الأوضاع الميدانية والسياسية والإنسانية المتردية في اليمن، تتطلب في المقام الأول، اتخاذ مواقف قوية للجم المسلحين الحوثيين، وإرغامهم على وقف ممارساتهم الإجرامية.
فمجريات الأحداث على الساحة اليمنية خلال الشهور القليلة الماضية تبرز، حجم الدور التخريبي الذي تلعبه الميليشيات الحوثية، وتصعيدها لأنشطتها العدوانية، خاصة منذ تولي إدارة بايدن السلطة في الولايات المتحدة مطلع العام الجاري، وعدولها عن القرار الذي كانت الإدارة السابقة في البيت الأبيض، قد اتخذته بوضع تلك الجماعة الدموية على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية.
ففي الفترة التالية لحذف ميليشيات الحوثي من على هذه القائمة، انخرط مسلحوها في هجمات واسعة النطاق داخل اليمن، خاصة في محافظة مأرب، وكذلك عبر الحدود مع السعودية، ما شكَّل تصعيدا خطيرا للحرب اليمنية، وتقويضاً على نحو صارخ، لمختلف الجهود الدولية الرامية لوضع حد للقتال وإحلال السلام.
كما لم يتورع الحوثيون، وفقاً لما قاله المحللون في تصريحات نشرتها صحيفة «ألجامينار» الأميركية، عن اقتحام سفارة الولايات المتحدة في صنعاء قبل نحو أسبوعين، واحتجاز عدد من موظفيها المحليين، وأقرانهم من العاملين لحساب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ويوجب ذلك على إدارة بايدن تغيير نهجها المتبع مع الميليشيات الانقلابية، والكف عن تبني «سياسة الاسترضاء» حيالهم، والعمل على اتخاذ إجراءات صارمة وملموسة على الأرض، يمكن أن تُؤخذ على محمل الجد، من قبل حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء، وذلك إذا كانت هذه الإدارة ترغب حقاً، في تحقيق هدفها المعلن المتمثل في إنهاء الصراع الدموي في اليمن.
فوفقاً للمحللين، لا تزال التكتيكات والسياسات التي تنتهجها الإدارة الأميركية حيال هذا الصراع، تحول دون إنجاح مساعيها لاحتواء تلك الكارثة المدمرة، التي تسببت في مقتل نحو ربع مليون شخص، وتشريد أكثر من 4 ملايين آخرين، وجعل الاقتصاد اليمني على شفا الانهيار، وتفشي الأمراض المعدية بين اليمنيين.
فلم تتخذ إدارة بايدن حتى الآن، أي خطوات من شأنها إرغام الحوثيين على السعي للتوصل لحل تفاوضي للأزمة التي تسببوا بها، وهو ما أتاح لهم الفرصة لتوسيع نطاق عدوانهم على العديد من الجبهات، واتخاذ مواقف متعنتة إزاء المبادرات المطروحة لوقف القتال، وعلى رأسها المبادرة التي أعلنتها السعودية في مارس الماضي، وحظيت بدعم كبير من المجتمع الدولي.
ويؤكد ذلك، وفقا للمحللين، عدم اكتراث الميليشيات بأي حل سلمي، لا سيما في ظل محاولاتها المحمومة للاستيلاء على مأرب.