“الواقع الجديد” الثلاثاء 30 نوفمبر 2021م/ متابعات
على واجهة مبنى العاصمة عدن بالشارع الرئيسي في المعلا تستقبل المارين وجوه نُحتت تفاصيلها بدماء زكية تجاوزت الجدران للقلوب.
“شهداء لا يموتون”.. عبارة يخلّد عبرها اليمنيون شهداء الإمارات العربية المتحدة، والتحالف العربي، برسم صورهم على أسوار أهم مبنى محلي في مدينة عدن: “ديوان عام المحافظة”.
المبنى الذي يتردد عليه المواطنون بكافة فئاتهم لإنجاز معاملاتهم اليومية، كان الخيار الأمثل لتخليد ذكرى شهداء الإمارات والتحالف العربي الذين لا يمكن أن ينساهم اليمنيون أبدا.
بروفايلات تؤكد أن الشهداء ما زالوا أحياءً في نفوس اليمنيين بمآثرهم وبطولاتهم التي منحت اليمن الاستقرار، وضمنت لهم ممارسة تفاصيل أيامهم بكل أمان.
“ينظر المواطن اليمني إلى صور الشهداء وهو يلج مبنى المحافظة، فيتذكر تضحيات الإماراتيين الذين وثقوا روابط الأخوة مع اليمنيين بالدم”.. هذا كان هدف مشروع “شهداء لا يموتون”.
والمشروع تم إنجازه منتصف العام 2017، في مرحلته الأخيرة، بعد أن كان قد شرعت كيانات شعبية في تجسيده واقعا؛ عقب ملاحم الإماراتيين والتحالف في تحرير المحافظات اليمنية.
وتأتي جداريه “الشهداء لا يموتون” ضمن هذا المشروع الذي تضمن سلسلة فعاليات نظمتها حملة “شكرا مملكة الحزم” و”شكرا إمارات الخير” تخليدا لشهداء السعودية والإمارات وشهداء الوطن.
الحملة الشعبية لشكر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، المسئولة عن فكرة مشروع رسم صور شهداء التحالف، قالت إن “الحملة تأتي تخليداً لذكرى شهدائنا وشهداء دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات”.
وأضافت الحملة أن استشهاد هؤلاء الأبطال جاء أثناء تأديتهم واجب الدفاع عن الحق والكرامة والشرعية في اليمن، مما كان لزاما على اليمنيين مبادلة الوفاء بالوفاء.
وأكدت الحملة، في تصريحات سابقة، أن هؤلاء الشهداء شرفوا وطنهم وأسرهم وعروبتهم وإنسانيتهم بما قدموه من تضحيات لنصرة اليمن، والذود عن العقيدة والعروبة في وجه مشاريع التمدد الإيراني، عبر أدواتها الحوثية.
وأشارت إلى أنه “رغم الألم الذي نشعر به لفقدان أبنائنا وأبناء السعودية والإمارات وكافة الشهداء؛ فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما قدموه من تضحية وبطولة في أداء الواجب الوطني وتلبية نداء الوطن”.
ولم يقف الأمر عند رسم صور الأبطال الشهداء للتعبير عن تقدير اليمنيين لتضحيات وعطاءات الإماراتيين والسعوديين، وكافة دول التحالف العربي، بل قامت الحملة الشعبية لشكر دولتي السعودية والإمارات بتكريم عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية في البلدين، كما قامت حملة “شكرا مملكة الحزم وشكرا إمارات الخير” بتكريم سفراء دول التحالف العربي.
عمل فني يخلد ملامح شهداء السعودية والإمارات وشهداء اليمن وقوات التحالف العربي نفذته أنامل وريشة كل من الفنانين اليمنيين: عبيد محمد باعبيد وشقيقته سمر محمد باعبيد وشدى محمد، على جدران مبنى ديوان العاصمة عدن.
وحظي المشروع بافتتاح رسمي من رئيس الحكومة اليمنية، ومحافظ عدن، ترسيخا للامتنان الشعبي مع التقدير الحكومي الرسمي للتضحيات الإماراتية والسعودية التي لم تدخر حتى دماء أبناءها لإنقاذ اليمنيين من المشروع الإيراني في اليمن.