“الواقع الجديد” الثلاثاء 30 نوفمبر 2021م/ متابعات
توالت النداءات الدولية على مدار السنوات الماضية لتمكين الخبراء الأممين من الوصول إلى خزان صافر والتعامل مع الخطر الداهم في البحر الأحمر، والتي كان آخرها أمس على لسان بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، لكن من دون أن يكون هناك أي تحركات فعلية على الأرض تثبت أن هناك جدية دولية في التعامل مع هذا الخطر، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول حالة الكمون الدولي في التعامل مع تعنت المليشيات الحوثية.
حذرت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، من خطر وشيك لخزان صافر العائم، مؤكدة أن هناك كارثة تهدد البحر الأحمر، ووجهت نداء في بيان اليوم الأحد، بعدم إضاعة الوقت، والتحرك لمنع الكارثة وإنقاذ البحر الأحمر والمنطقة، فيما ترفض مليشيا الحوثي الإرهابية الاستجابة لجهود الأمم المتحدة بشأن تفريغ حمولة الخزان الضخمة من النفط أو صيانته لمنع وقوع تسرب نفطي يدمر البيئة البحرية.
على مدار العامين الماضيين تعددت المبادرات الساعية للوصول إلى تفاهمات من شأنها أن تصل إلى صيغة من الممكن أن تقبل بها المليشيات الحوثية، وجرى بالفعل الوصول إلى اتفاق العام الماضي تقريبًا غير أنه لم ينفذ واستمر التعنت الحوثي حتى الوقت الحالي، في حين أن الخطر يتزايد كلما مرت ساعة واحدة دون تدخل عاجل، وأمر أكد عليه العديد من الخبراء الذين أوضحوا أن هناك كارثة وشيكة الوقوع.
لم تبدي أي منظمة دولية أو قوى دولية عظمى أي توجهات من شأنها الضغط بفاعلية على العناصر المدعومة من إيران لحلحلة هذا الملف الذي قد تفوق خطورة أي تطور سياسي أو عسكري آخر يحدث الأرض لأن هناك ملايين الأرواح تبقى رهينة للتعنت الحوثي والتخاذل الدولي، وهو ما يتطلب ضغوطا أكبر تماشيًا مع العقوبات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة على عدد من القيادات الحوثية.
يرى مراقبون أن النجاحات العسكرية التي تحققها القوات المشتركة وألوية العمالقة الجنوبية في جبهة الساحل الغربي تشكل ضغطًا موازيًا على العناصر المدعومة من إيران في ظل العجز الدولي، وأن الاستمرار على تلك الوتيرة من النجاحات سيجعل المليشيات مضطرة للقبول بطلبات معاينة الخزان والتعامل مع الأخطار التي قد يسببها.
ولا تخلو التفسيرات في الداخل من نظرية المؤامرة التي تشير إلى وجود تماهي دولي مع التعنت الحوثي وأن هناك قوى دولية تنتظر حدوث كارثة من الممكن أن تغير من موازين القوى والمعادلة السياسية والعسكرية على الأرض، تحديدا وأن التعامل الدولي مع انفجار مرفأ بيروت الذي تشير التحقيقات فيه إلى إمكانية تورط حزب الله بصورة مباشرة أو غير مباشرة فيه لم تكن على مستوى الفاجعة الإنسانية التي ترتبت عليه.
ويقع خزان صافر في منطقة “رأس عيسى” قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب 170 كلم شرق صنعاء.
وتوقفت عملية الضخ عبر الأنابيب من صافر التي تمتد على طول 438 كلم إلى الخزان وكذا عملية التفريغ من الخزان مع بداية الحرب في أواخر 2014 ، ويحتوي الخزان حاليا على نحو مليون و 140 ألف برميل من النفط الخام.
ويخضع الخزان العائم لسيطرة جماعة الحوثي، وتوقفت عملية الصيانة له منذ العام 2015 ما تسبب بتآكل جسم الخزان، وطالبت الأمم المتحدة بالسماح لفريق مستقل تابع لها بالوصول الفوري إلى الخزان العائم.
ويشير خبراء في علوم البيئة إلى أن البيئة البحرية في البحر الأحمر متميزة بالتنوع الحيوي وباحتوائها علي بيئات بحرية مميزه مثل المانجروف وبيئة الشعاب المرجانية والطحالب والصبخات، وفي حال حدوث أي تسريب نفطي محتمل من الخزان، فان ذلك سيكون له تبعات كبيرة على البيئة البحرية في البحر الأحمر والبحار المجاورة.