“الواقع الجديد” الأثنين 29 نوفمبر 2021م/ البيان الإماراتية
لم يتمكّن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غوندبرغ، وبعد ثلاثة أشهر من توليه مهام منصبه، من وضع خطة وزيارة مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، فيما تستمر الميليشيا في تصعيدها العسكري واستباق أي اقتراحات لوقف القتال والذهاب إلى طاولة المحادثات.
ومع الأمل الذي يحذو الأوسط السياسية اليمنية، ببناء المبعوث الجديد على إنجازات سلفه، ولا سيّما في خطة وقف إطلاق النار التي مضى على طرحها أكثر من عام وقبلتها الحكومة الشرعية والتحالف، ودعمها المجتمع الدولي وعرقلتها الميليشيا، إلا أنّ غوندبرغ يكرّر في كل لقاءاته أنه لا يزال يستكشف الطريق لاقتراح خطة سلام، وأنّ مكتبه ومستشاريه يعملون على ذلك، في وقت تشهد فيه الأوضاع على الأرض تغيرات متسارعة من شأنها تجاوز الاقتراحات التي كان يمكن البناء عليها، وفق ما قال سياسيان يمنيان لـ«البيان».
ووفق السياسييْن، فإنّ غوندبرغ الذي عقد اجتماعاً يتيماً مع فريق المفاوضين عن ميليشيا الحوثي، يواجه بتعنت كبير من الميليشيا التي رفضت أكثر من طلب له لزيارة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، مشيريْن إلى أنّه يسعى لتقييم تجارب ثلاثة من المبعوثين السابقين بهدف إعداد خطة سلام شاملة يعرضها على أطراف الصراع، إلّا أنّ الوقت والهجوم المستمر للميليشيا على مأرب ورفض كل اقتراحات السلام، ستفرض واقعاً جديداً يجعل من الأمر أكثر تعقيداً، ولا سيّما أن الشرعية لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام التصعيد المستمر للميليشيا ومساعيها للسيطرة على حقول النفط والغاز في محافظة مأرب وتشريد عشرات آلاف السكان.
رؤية
وأكّد اثنان من كبار السياسيين في الحكومة اليمنية المشاركين في المحادثات لـ«البيان»، أنّ المبعوث الأممي لا يمتلك أي رؤية، واستعاض عن ذلك بزيارات لمناطق سيطرة الحكومة وعواصم إقليمية ودولية ولقاءات غير مؤثرة في عملية السلام شملت مجاميع نسائية وشبابية وإعلامية، لافتين إلى أنّ فشل الأمم المتحدة في وقف هجوم الحوثيين على مأرب، والتصعيد في جنوبي الحديدة، تدفع باتجاه إغلاق الباب أمام الحلول السياسية والذهاب بالبلاد نحو المجهول.
غياب رؤية
يعتقد السياسيان اليمنيان، أنّ التصعيد الحوثي وغياب الرؤية لدى المبعوث الأممي والتي تتزامن مع التراجع الكبير في سعر العملة المحلية مقابل الدولار، وما يرتب على ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية وزيادة أعداد النازحين، قد تفرض «خيارات كارثية» وتقضي على آمال السلام، التي تشكلت مع قبول الحكومة الشرعية والتحالف لخطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وتنفيذها من طرف واحد عملية إعادة انتشار للقوات من مدينة الحديدة والقبول بإعادة تشغيل الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، وتخفيف القيود على واردات الوقود إلى ميناء الحديدة، ذلك أنها ستكون قد استنفدت كل المبادرات التي يمكن أن تقدم لإنهاء الصراع ومعاناة ملايين من اليمنيين جراء الحرب التي أشعلتها الميليشيا.