“الواقع الجديد” السبت 27 نوفمبر 2021م/ خاص
“ثلاثاء صعب” تنتظره الشرعية الإخوانية وترتجف منه من حراك شعبي جنوبي جارف، يتزامن مع ذكرى استقلال الجنوب والتحرر من الاستعمار البريطاني.
إذا كان الجنوب قد تحرّر قبل 54 عامًا من الاستعمار، فهو يواجه الآن احتلالًا لا يختلف كثيرًا، يسعى لنهب الأرض والسطو على الثروات والنيل من الهوية، في جرائم يتكالب فيها الحليفان الحوثي والإخواني.
يتأهب الجنوبيون لحراك شعبي مزلزل يوم الثلاثاء المقبل، حسبما أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة إذ سيتم تنظيم فعاليات جماهيرية حاشدة في مختلف المديريات، علمًا بأنّ كل مناطق الجنوب من المرتقب أن تشهد فعاليات شبيهة كما جرت العادة.
الاستعداد المبكر في محافظة شبوة يأتي نظرًا لكونها تمثّل حالة لافتة في العدوان على الجنوب، فهناك يتحالف الحوثيون والإخوان من أجل إسقاط المحافظة في قبضة المليشيات المدعومة من إيران، وفق انسحابات إخوانية وعمليات تسليم وتسلم.
وفيما تُحاصر شبوة بخطر السقوط الكامل في قبضة هذه المليشيات، فإن الجنوبيين يعدون العدة للمشاركة في فعاليات شعبية أقل ما توصف بأنها مزلزلة للمعسكر الإخواني الذي لطالما وجد نفسه مختنقًا من خلال الفعاليات المتواصلة التي يُنظمها الجنوبيون.
القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة أعدّت العدة سريعًا لهذه الفعاليات، التي قالت إنّ تأتي تعبيرًا لرفض المواطنين لممارسات قوى الاحتلال اليمني، وإصرارًا على حق الجنوب في تقرير المصير.
نددت القيادة المحلية بالمشروع الإخواني المشبوه للسلطة المحلية وسعيه للنيل من أبناء شبوة بالحصار والقمع والتضييق ونهب الثروات على حساب خدمات المواطن الأساسية.
تزامن الذكرى الـ54 لاستقلال الجنوب في خضم التحديات الراهنة تزيد حماسة الجنوبيين واستبسالهم دفاعًا عن القضية، ولعل هذا ما يُلاحظ في حجم الاستعداد لفعاليات 30 نوفمبر الشعبية.
وفي شبوة تحديدًا، لم ينتظر المواطنون هذا اليوم، لكنّهم مستمرون في احتجاجات واعتصامات غاضبة تنديدًا بالاحتلال المزدوج من قِبل الشرعية والحوثيين، لكنّ دلالة الفعاليات في 30 نوفمبر سيكون لها وقع أكبر.
في المقابل، فطنت الشرعية الإخوانية لأضرار فعاليات الثلاثاء المرتقبة فبدأت في تحشيد عسكري واسع النطاق لعناصرها المسلحة ظنًا أنّها بهذا الشكل ستمثل رعبًا وترهيبًا للجنوبيين بما يحول دون مشاركتهم في فعاليات غاضبة.
جنون الشرعية الإخوانية اتضح على مدار الساعات الماضية التي شهدت تحريضًا كبيرًا من قِبل عناصر حزب الإصلاح للعناصر الإرهابية التابعة للشرعية بقمع الجنوبيين.
لكن التجارب السابقة أن تحركات الإخوان في هذا الصدد دائمًا ما تأتي بردود فعل عكسية تمامًا، فالقمع الذي تمارسه الشرعية ضد الجنوبيين يزيدهم تمسكًا بالأرض ودفاعًا عن القضية، ومن ثم تُلقّن المزيد من الخسائر بمعسكر الشرعية الإخوانية.