“الواقع الجديد” السبت 27 نوفمبر 2021م/ خاص
حاول تنظيم الإخوان المسلمين في شبوة وكما هو دأبه في مختلف المحافظات اليمنية استهداف القوى المدنية والقبلية الرافضة للوضع المزري الذي تعيشه المحافظة الخاضعة سلطتها المحلية لإدارة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
استخدم الأخوان في هذا الاستهداف أدوات عدة بدءًا بأساليب قمع التظاهرات والاعتصامات والقوى العسكرية والمدنية غير المنتمية للتنظيم بمنهج “إن لم تكن معي فأنت ضدي”، ولتظليل هذا القمع وتفييد غضب الرأي العام يقدم الإخوان أنفسهم كضحايا بدنميكية إعلامية تجير لها كل موارد شبوة لتبدو بصورتها المضخمة عدديا لا أكثر.
ففي الوقت الذي تدار فيه شبوة بأجندة الإخوان الدولية حاولت سلطات بن عديو شخصنة الأصوات المناوئة والمستهجنة للفساد الجائر في المحافظة وإظهاره جزءا من الاحتقان العالمي المعتمل بين التنظيم ودول معارضة لمشاريعهم التدميرية في الوطن العربي كالسعودية والإمارات.
المتتبع للوضع اليمني عموما وللمحافظات الخاضعة للسلطات الإخوانية خصوصا سواءًا المدنية أو العسكرية يدرك فجاجة الوضع الذي أوصلتها إليه سلطاتهم، شبوة النموذج الأبشع للفساد المالي والإداري مقابل ما تعيشه تعز من اختلالات مهددة للحياة وانعدام لأبسط الحقوق الحياتية واستحداث نقاط جبايات، الوضع في مختلف المحافظات وهو ما يستفيد منه الإخوان من منطلق آخر، اذ يستخدم ارباك الوضع في معاركه المستهدفة للتحالف كحائط يرمي عليه فساد الحكومة الشرعية التي يديرها الإخوان وهو ما يشاهده الجميع في نوافذهم الإعلامية.
ابطلت شبوة أو لنقل خطاب عوض بن الوزير، رغم أن أجندة الإخوان وفساده لم يعد خافيا على أحد، مفعول المكينة الإعلامية التي حاولت ضرب شبوة من الداخل، ففي خطابه الأخير قدم باسمه ونيابة عن مجتمع شبوة الشكر لرئيس الجمهورية بما أبداه من تفهم وتجاوب مع المطالب التي نادت بها قيادت شبوانية في لقائهم الموسع الذي عقد في الوطاة بحضور جماهيري كبير قبل قرابة أسبوع ونصف من الآن.
تفهم رئاسة الجمهورية دون أي فعل حقيقي يذكر يؤكد قدرة الإخوان على إخضاع الحكومة الشرعية قسريا بعد نجاحه في اختراقها وإقاعها في صفقات فساد، إذ كشفت تقارير سابقة أن ما نسبته 25% من إجمالي ايرادات محافظة شبوة البالغة مليون دولار شهريا تعود لرئيس الحكومة وأولاده.
كما أن خطاب الشيخ الشبواني عوض بن الوزير رغم أصوله القبلية يؤكد ما وصلت إليه القبيلة من مدنية في الخطاب والتعامل في ظل التعامل العدائي القمعي لأحد الأحزاب اليمنية السياسية أو هكذا يفترض ( حزب الإصلاح فرع التنظيم الدولي للإخوان).
استمرارا في هذا الخطاب المدني العقلاني دعا الشيخ عوض بن الوزير للاستمرار في الاعتصام والترتيب لاطلاقها في عاصمة المحافظة عتق للضغط على رئاسة الحكومة وتحويل تفهمها إلى حقائق على الأرض بما يخرج شبوة من حرجية وعبثية الوضع الذي تقودها إليه سلطات الإخوان.
أن الخطاب الذي بدا شبوانيا خالصا ينبغي أن يصبح منهجا لمختلف المحافظات وشرعة تعطي الحكومة شرعيتها الحقيقية في إدارك حقائق الوضع والوقوف في وجه المخططات الإخوانية الساعية لإطالة امد الحرب في اليمن عبر تسليم مواقعها للحوثي بما يمكن الطرفان من إغراق التحالف العربي تنفيذا لأجندة المحور القطري الإيراني في المنطقة.
إن الدعوة السلمية الرافضة للفوضى التي اطلقها بن الوزير ” لسنا دعاة فوضى ” يقول مخاطبا الجماهير، رغم ما يملكه من ثقل عسكري بالنظر للقبائل المسلحة، يؤكد حرص ابناء شبوة على حماية محافظتهم وحرصهم عليها وهو ما ينبغي الانصات له والتجاوب مع مطالبه قبل فوات الأوان إذ أن أي صبر لا بد له من نفاذ…. !