السبت , 16 نوفمبر 2024
d0ba586e-743f-4373-b1ea-32065b186a6c.jpg

الشرعية تسطو على انتصارات غيرها لغسل سمعتها

“الواقع الجديد” الثلاثاء 23 نوفمبر 2021م/ متابعات

اعتمدت الاستراتيجية الإخوانية في إطار التعامل مع الحرب ومجرياتها على عنصرين أساسيين، أحدهما الانبطاح أمام المليشيات الحوثية والتخادم معها، وفي الوقت نفسه محاولة السطو على الانتصارات التي يحقّقها الجنوب في هذا الشأن.
ففي الأيام القليلة الماضية، استطاعت القوات المشتركة من تحقيق بطولات كبيرة في مواجهة الحوثيين، وهي انتصارات لعبت فيها قوات العمالقة دورًا شديدًا الأهمية بالنظر إلى النتائج التي تحققت على الأرض، وما تضمّنه من تكبيد المليشيات من خسائر ضخمة.
قوات العمالقة الجنوبية تمكّنت بدعم التحالف العربي من تحقيق كبير في عمق محافظة الحديدة بعد سنوات من توقف القتال، وذلك ردًا على مساعي المليشيات الحوثية المدعومة من إيران من التمدّد على الأرض.
برهنت هذه النجاحات على أنّ الجنوب هو صمام أمان من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو الطرف الذي يمكن أن يعتمد عليه التحالف العربي في إطار مكافحة الإرهاب .
في هذا الإطار، أكَّدت قوات العمالقة أنّها لن تتهاون في مواجهة اي تهديد ايراني حوثي يستهدف باب المندب وسواحل البحر الأحمر، وانها ستكون القوة الضاربة التي تكسر أي تهديد إيراني ويمني شمالي حوثي أو إخواني في الساحل الغربي.
وفيما برهنت هذه الانتصارات على أنّ الجنوب طرف فاعل في مكافحة الإرهاب، فقد حاولت الشرعية الإخوانية السطو على هذه الانتصارات بزعم أنّها من حقّقت هذه المكاسب، وذلك ضمن محاولاتها المتواصلة لغسل سمعتها المتسخة بالتآمر والخيانة لصالح المليشيات الحوثية.
الانتصارات التي تحقّقت برهنت على أنّ الجنوب جزءٌ رئيسٌ من التحالف العربي في إطار جهودها المتواصلة نحو مكافحة الإرهاب، على عكس الشرعية الإخوانية التي تآمرت وسلّمت المواقع لصالح الحوثيين، ثم حاولت السطو على هذه المكاسب.
وعجت وسائل الإعلام الإخوانية سواء القنوات التلفزيونية أو مواقع الأخبار بما في ذلك الوكالة الرسمية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، بترويج الكثير من الأكاذيب التي حاولت ترويج بأنّ الشرعية هي من حقّقت هذه الانتصارات.
يرتبط هذا التلاعب الإخواني بمفهوم ما تسميه “الجيش الوطني”، وهو عبارة عن تجمع مليشياوي يتبع الشرعية، تدعي أنّه يحارب الحوثيين لكنّه في واقع الحال يضم عناصر إرهابية تعادي الجنوب ولا تولي أي اهتمام بالحرب على المليشيات المدعومة من إيران.
لجوء الشرعية إلى محاولة غسل سمعتها في هذا الإطار مرتبط على ما يبدو بحجم الضغوط التي تحاصرها من عدة جهات، ليس أقلها إعادة التموضع في جبهات الساحل الغربي بهدف ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين وعدم إفساح المجال أمام الشرعية لتتمادى في خياناتها ومؤامراتها.
إقدام الإخوان للسطو على هذه المكاسب يرتبط كذلك بالحراك السياسي الجاري على الساحة حاليًّا، إذ يستميت حزب الإصلاح لإيجاد موقع لنفسه في المستقبل السياسي والعسكري مدعيًّا أنّه يحارب الحوثيين، علمًا بأنّ بلوغ نفوذ المليشيات إلى وضعه الراهن مرتبط في الأساس بحجم الخيانات التي مارستها الشرعية الإخوانية.
محاولة الانقضاض على أي مكاسب تتحقق في إطار مكافحة الحوثيين أمر غير مستغرب، فعلى مدار السنوات الحوثية حاولت الشرعية نسب النجاحات العسكرية التي حقّقها الجنوب وقواته المسلحة إلى نفسها، وقد تم استغلال هذا السطو في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية بعدما ضاق الخناق عليها في الفترة الماضية، وقد ضاق الإخوان ذرعًا من النجاحات التي حقّقها الجنوب في هذا الصدد.
كما أنّ الشرعية الإخوانية ارتجفت من حجم التقدير الذي حازته القيادة الجنوبية من خلال مكافحة الإرهاب باعتبار ذلك أولوية وضعها الجنوب على أولويته بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي بشكل كامل

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.