الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
houthi.jpg

زعيم قبلي يتوعد جماعة الإخوان في اليمن: طفح الكيل ولا مجال للصمت بعد الآن….
#القبائل تتحرك لمواجهة مخطط إخواني – حوثي يستهدف شبوة

“الواقع الجديد” الأربعاء 17 نوفمبر 2021م/ العرب اللندنية

شبوة مقبلة على مرحلة ساخنة في ظل غليان شعبي من سياسات جماعة الإخوان المهيمنة على المحافظة منذ أربع سنوات، وسط دعوات إلى توحيد الصف للتصدي لهذه الهيمنة وقطع الطريق على خطط إقليمية تستهدف النيل من هذه المحافظة الغنية بالنفط بضمها إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

لبى المئات من أبناء ووجهاء وشيوخ القبائل في أنحاء محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن نداء أطلقه الزعيم القبلي عوض بن الوزير العولقي الثلاثاء للاصطفاف وتوحيد الصف بغية التصدي لمخطط يستهدف تسليم المزيد من المناطق في المحافظة الغنية بالنفط إلى المتمرّدين الحوثيين.
وكان الحوثيون نجحوا في سبتمبر الماضي في السيطرة على مديريات بيحان الثلاث في غرب شبوة بدون قتال بسبب تواطؤ جماعة الإخوان، الأمر الذي منحهم مرونة أكبر في التقدم نحو مأرب المجاورة، وجعلهم يضعون موطئ قدم في البوابة الجنوبية لليمن.
وأثار تسليم جماعة الإخوان مديريات بيحان للحوثيين صدمة في الشارع الشبواني الذي بات يخشى من نجاح المتمردين الموالين لإيران في اقتطاع المزيد من المناطق، لاسيما بعد الانتهاء من السيطرة على مأرب.
وتسيطر جماعة الإخوان على شبوة منذ العام 2019، وعملت على فرض واقع جديد في المحافظة من خلال بث الفرقة داخل نسيجها المجتمعي، والعمل على تحجيم القبائل وإضعافها، في مقابل تمكين عناصر التنظيم الأمر الذي نتج عنه تفشي مظاهر الفساد وغياب الأمن.
وأدت هذه التراكمات التي كان آخرها تسليم مديريات بيحان للحوثيين إلى حالة من الغليان في صفوف أبناء شبوة، وسط مخاوف متصاعدة من أن يفضي التعاون الإخواني – الحوثي إلى تسليم المزيد من الأراضي ضمن مخطط إقليمي ترعاه كل من تركيا وإيران.
ودفع هذا الوضع الزعيم القبلي البارز عوض بن الوزير العولقي إلى العودة إلى شبوة بعد غياب طويل لاستنهاض القبائل والتحرك عمليا في مواجهة التهديدات الحوثية وخيانات جماعة الإخوان.
وقال العولقي في خطاب توجه به إلى الحشود القبلية التي اجتمعت في منطقة الوطأة بمديرية نصاب “لا يخفى على أحد منكم الحال الذي تعيشه محافظتنا شبوة من انهيار في المنظومة الأمنية وفساد مستشر في المرافق الحكومية وانعدام فرص المساواة في الحصول على الوظيفة العامة وغياب الرقابة والمحاسبة وأجهزة مكافحة الفساد والضبط القضائي وارتفاع مؤشرات الفقر والبطالة في المحافظة التي تعتبر من أغنى محافظات البلاد”.
وأضاف الزعيم القبلي “مع كل ذلك شكل سقوط مديريات بيحان دون أي مقاومة صدمة كبيرة لأهلها الذين لم يستوعبوا أن من استأمنوهم لحمايتها يفرطون فيها دون أي مقاومة تذكر، متناسين دماء خيرة رجالنا وأبنائنا من الشهداء والجرحى الذي رووا بدمائهم تراب هذه الأرض لتحريرها”.
وشدد على أن تسليم بيحان في هذا الوقت الحرج هو رسالة لكل أبناء شبوة أن يقفوا موقفاً واحداً لوقف هذا المخطط الخطير ومنع تسليم مناطقهم ومديرياتهم مهما كان الثمن، قائلا “إننا لن نسكت عمّا جرى في شبوة”.
وطالب العولقي الرئيس عبدربّه منصور هادي بتشكيل لجنة للتحقيق في أسرع وقت ممكن لمحاسبة المتورطين في كل ما جرى في بيحان من تسليم وخيانة “للأرض والعرض ودماء الشهداء”. كما طالبه “بمحاسبة المتورطين في الفساد المستشري في المحافظة والذين منحوا المشاريع الحكومية كهبات شخصية بعيدا عن اللجان والمناقصات وإنما لمقربين منهم لأهداف شخصية وخلق صراعات ونزاعات قبلية ودعم طرف على الآخر وعملوا على انشقاق في النسيج الاجتماعي”.
وهاجم الزعيم القبلي الذي يحظى بقاعدة شعبية كبيرة في شبوة سياسات المحافظ محمد صالح عديو المتهم برعاية مصالح جماعة الإخوان على حساب أهالي المحافظة، والذي أصدر مؤخرا أوامر بتشديد ملاحقة كل الأصوات الرافضة والمتحفظة على سياسات الجماعة.
ودعا العولقي إلى تعيين “محافظ يلمّ الصف الشبواني جميعا بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية والقبلية وجميع شرائح المجتمع”. وأكد أن “كيل أبناء شبوة قد طفح ولا يمكن لهم الاستمرار بالسكوت عما جرى سابقاً ويجري اليوم تجاه محافظتهم”.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن عودة العولقي بعد غياب لسنوات ودعوته إلى هذا التجمع الجماهيري بوحدة الصف في مواجهة ما تتعرض له شبوة من مؤامرات من شأنه أن يشكل دفعة معنوية قوية للحراك المجتمعي داخل المحافظة الرافض لاستمرارية هيمنة جماعة الإخوان على شبوة.
وقال العولقي إثر عودته إلى شبوة إنه “لا يتكئ على أحزاب أو أشخاص بل على قاعدة قبلية شعبية تاريخية موجودة من قبل أن تخلق الأحزاب وتقوم الجمهوريات”.
وتتزامن تحركات العولقي في شبوة مع تغيرات على المستوى العسكري في أكثر من منطقة على غرار عمليات إعادة الانتشار التي قامت بها القوات المشتركة التي تضم ألوية جنوبية في الساحل الغربي، وسط ترجيحات بأن للأمر علاقة بالاستعداد للتحرك في شبوة لإجهاض المشروع الإخواني – الحوثي في المحافظة.
وكانت المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح أجرت قبل أيام أول اجتماع تنسيقي مع المجلس الانتقالي الجنوبي، في ما بدا استعدادا للتحرك في شبوة ومؤازرة القبائل.
إعادة انتشار على الأرض بانتظار الإشارة
وتثير التطورات المتسارعة في شبوة قلق المملكة العربية السعودية التي تخشى من تداعيات انفجار الوضع في المحافظة، وتسعى جاهدة للتوصل إلى تفاهمات بين مختلف المكونات من بينها تنفيذ كامل بنود اتفاقية الرياض.
ويقوم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي منذ الاثنين بزيارة إلى الرياض وسط ترجيحات بأن تكون أحد أسباب الزيارة التي أتت بدعوة من المسؤولين في المملكة محاولة تخفيف أجواء التوتر في شبوة.
ويرى المتابعون أن فرص نجاح السعودية هذه المرة في خفض التوترات في شبوة تبدو ضئيلة في ظل سيطرة جماعة الإخوان واستمرار المحافظ الذي بات أحد عناصر التأزيم في المحافظة.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي بارك الثلاثاء نجاح الاجتماع القبلي في شبوة. وقال المجلس في بيان “نحيي هذا الاحتشاد الكبير ونرحب به ونؤيد مخرجاته وكل ما من شانه تمكين أبناء شبوة من الدفاع عنها والاستفادة من عائدات ثرواتها وإدارتها كافة شؤونها”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.