“الواقع الجديد” الأثنين 15 نوفمبر 2021م/ متابعات
هناك جملة من المظاهر التي توضح اسباب الاصطفاف الشعبي خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث يحظى بقدرة تنظيمية على مستويات مختلفة جعلته رقمًا لا يمكن تجاوزه في معادلة الحل السياسي، كما أنه الأكثر قدرة على التعامل مع مشكلات أبناء الجنوب بعد أن لعبت قياداته المحلية أدوارًا مهمة في صد حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية، إلى جانب قدراته السياسية التي مكنته أن يصبح شريكا في الحكومة الحالية وطرفًا معترفا به دوليًا كممثل عن قضية الجنوب.
وعلى المستوى الدبلوماسي والعلاقات الخارجية، فإن الانتقالي رسخ علاقاته المتوازنة والجيدة مع القوى الإقليمية العظمى وكذلك مع الدول العربية الفاعلة، وأثبت أنه طرف لديه الإمكانيات التي تمكنه من حماية الأمن القومي العربي من بوابة الجنوب، وقدم تضحيات عديدة في سبيل تحرير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ولعب دورًا محوريًا مع التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم، وبالتالي فإنه يحظى بالثقة اللازمة دوليًا بما يمكنه من قيادة قضية الجنوب إلى بر الآمان، والوصول إلى مرحلة بناء الدولة العصرية الحديثة.
أما على المستوى الداخلي قدم المجلس كل ما يثبت رغبته في توحيد الصف وإنهاء الخلافات والتفرغ لمواجهة قوى الاحتلال، وطرح العديد من المبادرات التي حاولت قوى محسوبة على الشرعية الإخوانية إفشالها، ومازال يؤدي هذا الدور المهم الذي يظهر واضحًا من خلال سعيه الدؤوب على تنظيم أوراق مقاومة الاحتلال في محافظة شبوة وانفتاحه على كافة الأطراف التي تسعى للتخلص منه.