“الواقع الجديد” الأحد 14 نوفمبر 2021م/ متابعات
مثّلت إعادة انتشار القوات المشتركة مرحلة جديدة في إطار محاربة الإرهاب الحوثي كنتاج رئيسي لممارسات الشرعية الإخوانية التي تعج بالعبث كما يصفها الكثيرون.
وباتت الشرعية الإخوانية في مهب الاتهامات الموثقة بأنّها تتحمل مسؤولية مباشرة عن تماهي وتمادي نفوذ المليشيات الحوثية ليس فقط من خلال تسليم المواقع والجبهات لهذا الفصيل الإرهابي المدعوم إيرانيًّا، لكن أيضًا من خلال وضع العراقيل أمام القوات المقاوِمة للحوثيين من حسم المعركة.
ودفعت السياسات العبثية التي انتهجتها الشرعية الإخوانية في الفترة الأخيرة، إلى إحداث الكثير من التغييرات على الأرض، ويتوسع تآمرها بين الجنوب والشمال، وهو ما كشفه بيان صادر عن القوات المشتركة التي أعادت انتشار قواتها كجزء من مواجهة المخاطر التي تهدِّد الأمن القومي العربي، في إشارة إلى تماهي السيطرة والنفوذ الحوثي بشكل كبير.
فعلى الرغم من حجم الخروقات الهائلة التي ارتكبها الحوثيون لمسار اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018 والتي تجاوز الـ17 ألف خرق وانتهاك متنوع، إلا أنّ الشرعية الإخوانية لا تزال تعيش خارج إطار الزمن، ولا تزال تتمسك – بشكل غير مبرر – بهذا المسار.
تقول القوات المشتركة إنَّ خطة إعادة الانتشار جاءت نتيجة تمسُّك الشرعية الإخوانية بالاتفاق على الرغم من انتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
الأكثر من ذلك أنّها كشفت عن عدم تلقيها الضوء الأخضر لتحرير مدينة الحديدة، بالإضافة إلى حرمانها من تحقيق هدف استراتيجي، لإنهاء وجود المليشيات الحوثية الإرهابية.
بيان القوات المشتركة يحمل بشكل واضح وصريح الشرعية مسؤولية تأخُّر حسم الحرب في الحديدة، ودور هذا الفصيل الإخواني في خدمة المصالح الحوثية والتقاطع معها، بل ومساعدة المليشيات الحوثية على أن يكون لها حضور على الساحة مع تقدم أمد الحرب، بما يحمله من أبعاد سياسية مستقبلية خطيرة.
يتضح من ذلك أنّ تعاطي الشرعية الإخوانية مع اتفاق السويد وإصرارها المريب على التمسك به أمر يعكس حجم خيانتها وتآمرها، إذ بات واضحًا بما لا يدع مجالًا للشك أنّ المليشيات الحوثية تتعامل مع هذا الاتفاق باعتباره وسيلة للتمدد العسكري، بعدما زُرعت العراقيل عمدًا من قِبل الشرعية أمام القوات المشتركة لمحاربة المليشيات.
يُستدل على ذلك من خلال عقد مقارنة بسيطة للواقع الميداني الحالي لجبهة الحديدة بما كان عليه الحال قبل توقيع الاتفاق ففي السابق كان بالإمكان تحرير هذه الجبهة وكانت هزيمة المليشيات الحوثية على المشارف، لكنّ الشرعية تآمرت على المدينة وذهبت إلى السويد وقررت أن تتخذ موقف المتفرج على خروقات الحوثيين.
الأكثر من ذلك أنّ الشرعية وضعت القوات التي تقاوم الحوثيين بين فكي المليشيات، حتى تعرضت هذه القوات للاستنزاف بشكل كبير.
وإلى جانب الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب من خلال خرق متواصل لمسار اتفاق السويد، فإنّ الشرعية هي الأخرى لعبت دورًا متواطئًا عندما عزفت عن تقديم الدعم العسكري للقوات المشتركة بما يُمكنها من حسم المعركة على الحوثيين وصد الاعتداءات المروعة التي ترتكبها المليشيات على النحو الكافي.
ويجد الحوثيون، سهولة ملحوظة في التمدّد بالجبهات الخاضعة لنفوذ إخواني، إذ لا توجد أي مقاومة عسكرية في مواجهة المليشيات التي تُسلَّم إليها مديريات بأكملها من قِبل الشرعية الإخوانية كما في حدث مؤخرًا في محافظة شبوة.
هذا التآمر الخطير نبهت له القوات المشتركة التي شددت على ضرورة توفير الدعم والعون في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية التي تعيث خرابًا على الأرض.