“الواقع الجديد” السبت 13 نوفمبر 2021م/ متابعات
الحراك والالتفاف القبائلي الحاصل في شبوة حالياً حول سلطان العوالق في نصاب، الزعيم القبلي الشيخ عوض بن الوزير العولقي، مؤشر يلوح بتغيير المشهد السياسي والعسكري والأمني لمحافظة شبوة والمحافظات الجنوبية.
شبوة تلوح بتغيير المشهد السياسي
تنتمي الغالبية العظمى من سكان شبوة إلى تسع قبائل رئيسية والعديد من العائلات الهاشمية الجنوبية، وتتبع جميعها تقريبًا المذهب السني الشافعي. تُعد العوالق أكبر القبائل وتقطن مديريات الصعيد ونصاب وحطيب بشكل رئيس، وتتواجد أيضًا في مدينة عتق ومديريتي مرخة العليا ومرخة السفلى.
الوفود التي وصلت وما زالت تصل حتى اللحظة إلى منزل سلطان العوالق أربكت مليشيات الإخوان، بعد أن أكد الشيخ العولقي أنه سيقيم لقاءً موسعاً، وتشكيل لجنة تمثل أبناء المحافظة من بيحان إلى بلحاف، ولوّح بأن قاعدة شبوة القبلية والشعبية ستكون في خدمة المحافظة ضد أي تواطؤ يهددها.
التفاف القبائل يربك الإخوان
وظهر التخبط جلياً على المشهد الإخواني، لإسكات أي تصاعد ضدهم، وقامت بعمليات اقتحام للمنازل، عقب تنفيذها عمليات تفتيش واسعة للمارة والمركبات في مداخل وشوارع عتق، بحجة أن أصحابها يحرضون ضد المحافظ الإخواني الخائن محمد بن عديو، فضلاً عن منعهم الالتحاق بالمقاومة المحلية بقيادة سلطان العولقي.
وفي مؤشر آخر كان نيوزيمن نشر في وقت سابق أن مليشيات الإخوان خلقت مبررات للمداهمات بعد أن استهدفت المنشآت الحكومية وفجرت أنبوب نفط والذي جاء تزامناً مع وصول الشيخ الوزير العولقي.
وتلقت شبوة خيانة إخوانية في الفترة السابقة، سُلمت على إثرها مديريات بيحان الـ3 لذراع إيران في اليمن، ويتم التمهيد مؤخراً لتسليم عتق، بعد أن كشف مقطع فيديو أن الطريق سالك وخالٍ حين انسحبت قوات عديو التابعة لحكومة الشرعية تاركةً المجال لدخول الحوثي في أي وقت من الأيام القادمة.
نفط شبوة سبب تحالف الحوثي الإخواني
ويسعى الإخوان لتقديم محافظة النفط لمليشيات الحوثي على طبق من ذهب، لتقاسم ثروتها النفطية بشكل علني باسم الحوثي وخفي باسم الإخوان، وتحتوي المحافظة على نفط تجاري في وادي جنة قطاع 5 في شمال غرب منطقة عسيلان، وقطاع (S1) في عسيلان، وقطاع العقلة (S2) في مديرية عرماء، شمال شرقي المحافظة. لا سيما الغاز عبر خط أنابيب إلى ميناء بلحاف الجنوبي في شبوة، ويستهدف الحوثي أنابيب النفط والبنية التحتية الصناعية الأخرى لتكون بيده ورقة رابحة للضغط وكسب المفاوضات.
التمرد العسكري يُعري الإخوان
يقف الإخوان في زاوية بمأزق شديد بعد أن توالت عشرات الشهادات من قيادات عسكرية في الجيش التي عرّت خياناتهم بتسليم بيحان وتفجير الوضع بشبوة، وكانت مصادر كشفت بأن جنود محور عتق الموالي للإخوان تمردوا على أوامر توجيهات باستدعاء جميع الجنود من إجازاتهم تمهيداً للتحرك صوب مدينة شقرة في أبين وتفجير الوضع عسكريا مع قوات المجلس الانتقالي التي هي الأخرى رفعت حالة جاهزيتها القتالية بعد وصول تعزيزات تابعة لميليشيات الإخوان إلى شقرة من مناطق متفرقة.
وفي آخر شهادة العقيد أحمد عبدالله عوض، قائد الكتيبة الثانية في اللواء الثاني مشاة جبلي، في تسجيل مصور، قال فيه: “إن الإخوان بزعامة المحافظ محمد صالح عديو “صادروا مهامنا العسكرية وكلفوا بها طلاباً ومعلمين في المدارس الابتدائية”، مشيرا إلى أن مليشيا الإخوان استخدمت الأسلحة الثقيلة بما فيها المدافع في الهجوم على المعسكر الواقع في مديرية جردان شمال شرقي عتق عاصمة محافظة شبوة.
رؤى سياسية
ورأى الإعلامي محمد بن قرنح الكندي، أن حراك شبوة قد يغير بعض المعطيات المهمة على الأرض، آملاً في أن تكون شبوة هي نواة تغيير المشهد السياسي والعسكري والأمني في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه محافظات الجنوب.
وأكد القيادي الجنوبي، أحمد بن فريد، بأن جميع المعايير القبلية والسياسية لم يعد لسلطة الإخوان في محافظة شبوة قبول، وعليها أن تدرك هذه الحقيقة وترحل بسلام. شبوة لأهلها وهم أحق بها… شبوة .. جزء لا يتجزأ من الجنوب العربي.
وقال السياسي، أحمد الصالح، “بعد الالتفاف القبائلي شبوة تتعافى”.
وقال عضو المجلس الانتقالي، لطفي شطارة، كما انتفضت سقطرى بأبنائها ورجالها ولقنت أذناب الإخوان درساً لم ولن ينسوه، جاء الدور على أذنابهم في شبوة الذين أذلوا ناسها واستقووا على شيوخها، ولم يتعلم بن عديو درس محروس سقطرى، هذه اللقاءات توضح أن شبوة على موعد مع فجر مشرق بيد أبنائه وقيادات مشايخها المخلصة ورجالها الأوفياء.