“الواقع الجديد” الأثنين 8 نوفمبر 2021م/ متابعات
تتمادى الشرعية الإخوانية في ممارساتها الاحتلالية في محافظات الجنوب، إذ تنخرط في التخطيط للجرائم الإرهابية وتدخل في تحالفات وطيدة مع المليشيات الحوثية الإرهابية وتمضي في شن حروبها الاقتصادية وترتكب الانتهاكات والجرائم اليومية بحق المواطنين، في محاولة للتأكيد على موقفها القوي على الأرض من دون أن تدرى بأن هزيمتها أضحت محققة على الأرض بعد أن استنفذت كافة الوسائل الممكنة والتي عولت عليها لفرض سيطرتها على المقدرات الجنوبية.
هناك جملة من الأسباب التي تبرهن على أن هزيمة الشرعية أضحت محققة في الجنوب، لأن تحالفها مع المليشيات الحوثية الذي تسعى من ورائه لإسناد قوتها على الأرض لن يحقق أهدافه وستصبح الطرف الأضعف في المعادلة، وستكون بين كماشة القوات المسلحة الجنوبية التي ألحقت بها عدة هزائم سابقة، وبين مليشيات إيران التي لديها مشروع توسعي لتهديد الأمن القومي العربي، وبالتالي سيتولى الجنوب بقواته المسلحة ومجلسه الانتقالي مسؤولية إنهاء خطر عملاء إيران.
فشلت جميع الرهانات على الشرعية الإخوانية بعد أن تلقت الهزيمة تلو الأخرى في جبهات الشمال، وسلمت الجبهات بشكل مفضوح للمليشيات الحوثية ولم تحقق أي انتصار يذكر على الأرض، في حين أن أبناء الجنوب حرروا محافظاتهم من قبضة العناصر المدعومة من إيران وحصنوا العاصمة عدن من اختراق المليشيات الإيرانية التي هدفت لتهديد مضيق باب المندب وخليج عدن.
لن يكون للشرعية الإخوانية أي أدوار على مستوى الحل السياسي أو العسكري في المستقبل، لأن سوابقها في اتفاق ستوكهولم الذي منحت خلاله المليشيات الحوثية فرصة السيطرة مجددا على ميناء الحديدة والساحل الغربي ستكون حاضرة أمام الجهود العربية الساعية للتوصل إلى حل يؤمن الأمن القومي العربي من تهديدات إيران المتلاحقة.
وكذلك فإن الشرعية بالرغم من كل هذه الجرائم التي ارتكبتها لم تستطع أن تُخضع أبناء الجنوب لتوجهاتها، وتواجه بمعارضة قوية في المناطق التي يتواجد فيها عناصرها الإرهابية، وفي المقابل فإنها لم تستطع أن تخلق حاضنة شعبية لها، وأضحت هوية الجنوب تحاصر مليشياتها في كل مكان، وفشلت في تحقيق اختراق على مستوى تفتيت النسيج الاجتماعي الجنوبي، وبالتالي فهي من دون ظهير شعبي وستكون قابلة للطرد والهزيمة في أقرب فرصة مواتية.
فشلت الشرعية الإخوانية في تمرير رؤيتها السياسية في الجنوب بعد أن هدفت لاستبعاد المجلس الانتقالي الجنوبي عن أي حلول سياسية مستقبلية ووجدت نفسها مرغمة على التوقيع على اتفاق الرياض وتنفيذ بعض بسيط من بنوده، وتقف الآن على حافة الهاوية لأنها تدرك بأن استكمال بنوده يعني انسحابها من الجنوب في حين أنها سلمت محافظات الشمال، وفي حين أن تعنتها ورغبتها في إفشاله يضاعف عليها الضغوط الدولية التي تستهدف إرغامها على استكمال تنفيذ بنوده.
يمكن القول بأن الشرعية التي عمدت على حصار الجنوب وإغراقه بالمشكلات والأزمات أضحت هي التي في وضعية الطرف المحاصر ولا تجد أمامها مسارات للحركة تمكنها من الهروب من الواقع الحالي وهو ما يفسر لجوئها إلى العمليات الإرهابية وتفجير المفخخات لإثارة الفوضى، باعتبار أن ذلك يعد آخر الحلول أمامها.