“الواقع الجديد” السبت 6 نوفمبر 2021م/ متابعات
رسخ المجلس الانتقالي الجنوب كمركز ثقل سياسي وعسكري يقود لإنهاء العدوان الحوثي الأمر الذي ترجمته توالي الزيارات الدولية والأممية إلى العاصمة عدن على مدار الأسابيع الماضية بحثًا عن التوصل لإطار يقود جهود مكافحة الإرهاب الحوثي الإخواني، وهو أمر يشكل هزيمة مباشرة لقوى اليمنية المحتلة التي تنظر بمزيد من الريبة والقلق لأدوار الجنوب الفاعلة على مستويات مختلفة.
حاولت الشرعية الإخوانية إفشال زيارة المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج، إلى العاصمة عدن قبل شهر ونصف تقريبًا وعمدت إلى إشعال حالة من التوتر تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من وأدها في مهدها، وبعد أن أنهى الوفد الدبلوماسي الأوروبي زيارته للعاصمة قبل نحو عشرة أيام ذهبت قوى الشمال الإرهابية إلى تدبير جريمة إرهابية جديدة استهدفت بالأساس تزييف الواقع المستقر للعاصمة عدن.
وبزغ الجنوب كمفتاح لحل الصراع، بعد طرح المجلس الانتقالي الجنوبي قضيته العادلة بمختلف المحافل الدولية، ليكون على رأس جهود إنهاء أطماع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ورفع المجلس الانتقالي الجنوبي صوت الجنوب عاليا، حتى تعمقت الحاجة الدولية إلى الجنوب ودوره، على الرغم من مؤامرات الشرعية الإخوانية والحوثيين الإرهابيين لإبعاد القضية الجنوبية عن أي مشاورات سياسية.
وهناك جملة من الدوافع التي تجعل المجتمع الدولي يولي اهتماما بالعاصمة عدن، على رأسها الأهمية الاستراتيجية لعاصمة الجنوب جغرافيا وسياسيا، إذ أن قوة المجلس والقوات المسلحة الجنوبية تصب مباشرة لصالح تأمين الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، وحماية الأمن القومي العربي على ساحل البحر الأحمر في ظل التهديدات التي تشكلها طهران.
وكذلك فإن الانتقالي استطاع أن يحقق جزء كبير من أهدافه السياسية في مواجهة قوى الشمال الإرهابية كممثل شرعي للجنوب يحظى باعتراف المجتمع الدولي بعد أن شارك في اتفاق الرياض منذ سنتين، إلى جانب أنه يحظى بثقة عربية تجعله في مقدمة الأطراف التي ينسق معها التحالف العربي لتأمين الجنوب.
أثبت الانتقالي أن مفتاح الحل السياسي بيد الجنوب إذ أنه لديه قضية عادلة يدافع عنها ووقف صامدا في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب منذ اندلاع الحرب الحوثية واستطاع أن يتخطى العديد من المطبات التي وضعتها الشرعية على طريقه، ودشن دبلوماسية دولية تقوم على تعريف العالم بطبيعة ما يجري على الأرض وكشف التحالف بين الحوثي والشرعية، وبالتالي فإن تراكم هذه النجاحات أفرز وضعا جديدا لن تستطيع قوى الشمال تجاوزه.