“الواقع الجديد” الخميس 4 نوفمبر 2021م/ متابعات
ربما يكون المجتمع الدولي محقًا في إداناته المتلاحقة للجرائم الحوثية التي تتفاقم ضد المدنيين في مناطق مثل مأرب، لكنّ الأمر سينظر إليه بأنّه كيلٌ بمكيالين طالما أنّ المجتمع الدولي يتجاهل ما يتعرض له الجنوب من اعتداءات تُصنف بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية.
صحيحٌ أن المليشيات الحوثية لم تترك شكلًا أو نوعًا أو صنفًا من الاعتداءات الغاشمة ضد المدنيين، وقد دفع الجنوبيون أنفسهم ثمنًا باهظًا من جرّاء هذه الاعتداءات الحوثية، لكن ما يرتكب على الساحة ليس من المليشيات الحوثية الإرهابية وحسب، فهناك طرف آخر يتمادى في في حربه وقمعه وعدائه ضد الجنوب وشعبه.
الحديث عن الشرعية الإخوانية، ذلك الطرف الذي ظلّ لسنوات يدعي محاربته للحوثيين لكنّه تحالف معهم وتقارب منهم في تآمر واضح استهدف الجنوب وعادى أيضًا التحالف العربي من خلال التنسيق وتوظيف تنظيمات إرهابية يفترض أن العالم يحاصرها شرها.
الشرعية الإخوانية حاربت الجنوب بعدة أشكال، بينها مثلًا اعتداءات أمنية إذ استعانت بعناصر إرهابية من تنظيم القاعدة بل والمليشيات الحوثية أيضًا في شن الكثير من الأعمال العدائية الإرهابية ضد الجنوب، وقد حدث ذلك في شبوة وأبين ولحج وحضرموت وصولًا إلى أعمال إرهابية ضربت العاصمة عدن.
عداءات الشرعية للجنوب وشعبه كانت واضحة في آلاف الجرائم من الاغتيالات والاعتقالات، إذ توسعت الشرعية في إنشاء السجون السرية، يذوق فيها المختطفون الجنوبيون أبشع صنوف التعذيب، ذلك الذي يقود الشخص أن يتمنى الموت من هول ما يراه، حتى يموت فعلًا لما يراه.
ليس هذا وحسب، فهناك أيضًا حرب خدمات، إذ أقدمت الشرعية الإخوانية على حرمان المواطنين الجنوبيين من أبسط احتياجاتهم وتعمّدت إحداث تغييب شامل وكامل لكل الخدمات التي لا يمكن الاستغناء عنها.
زادت الشرعية الإخوانية، على ذلك بأنّ وظّفت سلطتها القمعية في قهر الجنوبيين من جانب، مع العمل على نهب ثرواتهم ومواردهم، من خلال هوامير الفساد الذين تقودهم قيادات الصف الأول في الشرعية، بدءًا من الإرهابي علي محسن الأحمر، وهو ما أدّى إلى إفقار الجنوبيين بل وإذلالهم في محاولة لإخضاعهم.
كل هذه الجرائم المندرجة في إطار حرب غاشمة تشنها الشرعية على الجنوب، لا يجب أن تتوارى بعيدًا عن أعين العالم، فإذا كانت جرائم الحوثي مدانة من كل الدنيا، وهو أمر محق ومستحق، فهناك شعبٌ يموت ببطء السلحفاة، يُقتَل ويعذَّب ويُحرَم حتى يندثر الشعب والقضية ومعهما وطنٌ اسمه الجنوب.
المجتمع الدولي عليه أن ينظر بعين الإدانة أولًا تجاه الحرب الشعواء التي يتعرض لها الجنوب، ثم يعقب ذلك ضرورة اتخاذ من الإجراءات ما يلزم من أجل وضع حد للأعباء التي فاض كيل الجنوبيين منها.