“الواقع الجديد” الخميس 28 أكتوبر 2021م/ متابعات
يتمدّد الحوثيون في مأرب، يتوسع الحوثيون في شبوة.. تتحرك الشرعية نحو الجنوب”.. تلك معادلة رسمتها الشرعية على مدار الأيام الماضية، كشفت عن سياساتها العدائية والتآمرية.
ففي الوقت الذي توسعت فيه المليشيات المدعومة من إيران على الصعيد الميداني، سواء في مأرب أو شبوة، بفعل الانسحابات المتتالية لعناصر الشرعية الإخوانية، لكنّها الأخيرة اختارت تحريك عناصرها صوب الجنوب لتعزيز انتشارها ميدانيًّا.
ففي الساعات الماضية، وبدلًا من أن توجه عناصرها لمحاربة الحوثيين كما تزعم وتدعي، عملت الشرعية الإخوانية على توسيع انتشارها في الجنوب، وذلك من خلال نشر تعزيزات عسكرية في منطقة شقرة الساحلية بمحافظة أبين.
الكثير من الأطقم العسكرية وعناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية شوهدت وهي تنتشر في منطقة قرن الكلاسي بمحافظة أبين، وهي منطقة لطالما شهدت خروقات إخوانية على هذا النحو.
الخطوة الإخوانية تحمل الكثير من الدلالات، فعلى الصعيد السياسي فهي تمثّل طعنة جديدة من قِبل الشرعية الإخوانية لمسار اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019 والذي يتضمن نصًا صريحًا ومباشرًا على وقف مثل هذه الأعمال العسكرية إلا أنّ الشرعية لا تتوقف عن ضرب الاتفاق عرض الحائط.
ولا يبدو أن من قبيل المصادفة أن يأتي هذا التحرك العسكري الإخواني كرد على الموقف الذي عبّر عنه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، خلال لقائه مع وفد دبلوماسي أوروبي ضمّ عددًا من السفراء والمبعوثين، حيث أكّد الرئيس الزُبيدي التزامه الجنوب بمسار اتفاق الرياض، بل وعبّر عن استعداد المجلس للعودة إلى طاولة التفاوض لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق.
تعاطت الشرعية الإخوانية مع هذه الدعوة الجنوبية لكن على نحو سلبي، إذ أقدمت على ارتكاب خرق جديد للاتفاق، في خطوة تصعيدية سعت على ما يبدو إلى استفزاز الجنوب وجره إلى مواجهة عسكرية في إطار سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها الشرعية.
عسكريًّا، لا ينفصل هذا الخرق الإخواني عن مجمل التطورات الميدانية، فسيطرة الحوثيين على أجزاء واسعة من محافظة مأرب بالتزامن مع سيطرة المليشيات على مديريات في شبوة مثل بيحان والعين وعسيلان، ثم تحرك المليشيات الإخوانية في محافظة أبين، يعني أنّ الحرب تستهدف على الجنوب بشكل كامل.
يعني ذلك تحديدًا أنّ الشرعية تحاول تسليم شبوة ومأرب للحوثيين لفتح طريق بين المحافظتين يكون تابعًا للسيطرة الحوثية بشكل كامل، ومن ثم تضمن المليشيات تحشيد عناصرها وأسلحتها صوب الجنوب.
ويرى مراقبون أنّ الخطر التالي ربما يُحاك ضد محافظة حضرموت، والتي يتضمنها سيناريو التنسيق الحوثي الإخواني لاقتحامها، لكن بعد حسم الأمور في شبوة، ليكون الهدف الذي يعقب كل ذلك هو التوغّل صوب العاصمة عدن، باعتبارها الهدف الأكبر الذي تسعى له الشرعية والحوثيين، في محاولة لإطلاق الرصاصة الأخيرة على القضية الجنوبية.
في مقابل كل هذه التطورات، فإنّ الجنوب مطالب على ما يبدو بالتهيؤ لمعركة ذات أنفاس طويلة للغاية، على أكثر من جبهة، ولعل ما يعزِّز من قوة هذا الاحتمال هو أنّ الشرعية الإخوانية لا تلتفت للدعوات العديدة المنادية باحترام مسار اتفاق الرياض، كما أنّها تتجاهل عديد الاتهامات التي تحاصرها بأنها وراء سيطرة المليشيات الحوثية على المزيد من المواقع والجبهات بفعل انسحاباتها المتتالية وغير المبررة.