“الواقع الجديد” السبت 16 أكتوبر 2021م/ خاص
أظهرت التطورات العسكرية الجارية على الأرض، حجم انخراط الجنوب في المشروع القومي العربي، ومجابهة التنظيمات الإرهابية، على خلاف مليشيا الشرعية الإخوانية التي تطعن التحالف العربي بخنجر الخيانة.
فمن جانب، تواصل القوات المسلحة الجنوبية جهودها في دحر المشروع الحوثي، وقد حدث ذلك في بجبهات طورالباحة وحيفان والقبيطة، التي شهدت اشتباكًا للقوات الجنوبية مع مسلحي مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وفي هذه المواجهات، رشقت المدفعية الجنوبية بالسلاح المتوسط والثقيل تمركزات المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، في قطاعات الضباب والهجمة والعذير بمديرية حيفان.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب، إنّ وحدات القوات المسلحة الجنوبية المرابطة بجبهة طور الباحة شمالي غرب محافظة لحج تمكنت من إخماد نيران مليشيات العدو الحوثية
وشهدت هذه المواجهات، استخدام مختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وأسفرت عن إلحاق خسائر في صفوف المليشيات الحوثية.
وأشار النقيب إلى أنّ المواجهات اندلعت بين وحدات القوات المسلحة الجنوبية ممثلة باللواء الرابع حزم والمليشيات الحوثية في جبهة طور الباحة الحدودية شمال غرب محافظة لحج، وتوسّعت لتشمل قطاعات الضباب والهجمة والعذير.
في الوقت الذي يبذل فيه الجنوب هذه الجهود العسكرية الدؤوبة في إطار مكافحة الإرهاب الحوثي، كانت الشرعية تُسطر حلقة جديدة من صنوف خيانتها وتآمرها، إذ واصلت حتى الساعات الماضية تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات الحوثية.
فأمس الجمعة، سلمت مليشيا الشرعية الإخوانية مركز مديرية العبدية بمحافظة مأرب للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، التي فرضت حصارًا قاسيًّا على المديرية منذ نحو شهر.
لا يقتصر الأمر على العبدية، فالمليشيات الإخوانية كثَّفت في الفترات القليلة الماضية، من وتيرة تسليمها المواقع والجبهات لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو ما مكّن الأخيرة من التمدَّد على الأرض.
حدثت هذه الخيانات الإخوانية في محافظة شبوة حيث سلمت مليشيا الشرعية عدة مواقع للحوثيين، بينها مديريات بيحان ومرخة السفلى وعين وعسيلان والنقوب فيما مهّدت الشرعية خلال الساعات الماضية بتسليم مدينة عتق للمليشيات الإرهابية.
إقدام الشرعية الإخوانية على هذه الممارسات برهنت على حجم عدائها للجنوب وكذا للتحالف العربي، وهو عداء يتخطى كل الخطوط الحمر، ويمثّل خدمة واسعة النطاق للمشروع الحوثي وتمدّد المليشيات المدعومة من إيران.
كل هذه التطورات تكشف أنّ الجنوب هو الحليف الموثوق فيه لدى التحالف العربي، إذ يقدم أعظم التضحيات ويبذل أنبل الجهود في إطار محاربة المليشيات الحوثية منعًا لتمدّد هذا الفصيل على الأرض.
على النقيض، فإنّ خيانات الشرعية وتآمرها أمرٌ يبرهن على أنّ هذا الفصيل الإخواني يمثّل طعنة غادرة في قلب المشروع القومي العربي، وهو ما يستوجب ضرورة الانتباه لحجم المؤامرة التي تنفّذها الشرعية.