الجمعة , 15 نوفمبر 2024
1634377197.jpeg

المجتمع الدولي يصبح أكثر إنصاتا لصوت الجنوب وقضيته العادلة

“الواقع الجديد” السبت 16 أكتوبر 2021م/ خاص

ترجمت الجلسة المهمة لمجلس الأمن الدولي أمس الخميس النجاحات الدبلوماسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرا، إذ بدا المجتمع الدولي أكثر إنصاتا لصوت الجنوب وقضيته العادلة، ولم تعد الشرعية الإخوانية قادرة على ترويج خطابها المخادع الذي ظلت توظفه طيلة السنوات الماضية لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية وإطالة أمد الصراع.

شهدت جلسة مجلس الأمن إجماعا دوليًا على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض باعتباره أول خطوات الطريق نحو الوصول إلى سلام شامل، وحضرت الجريمة الإرهابية الغادرة بقوة في خطاب مندوبي الدول الذين أضحوا أكثر إدراكا بحقيقة ما يجري على الأرض، وهو ما بينته الإدانات الموجهة للتنظيمات الإرهابية المحسوبة على الشرعية وكذلك المليشيات الحوثية، الأمر الذي يضع مزيدا من الضغوط على الطرفين.

تحدث المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، عن تفاصيل زيارته إلى العاصمة عدن وأكد أنها هدفت بالأساس للاستماع لأصوات الجنوب وكذلك مناقشة أبعاد الحادث الإرهابي الذي استهدف محافظ العاصمة ووزير الزراعة، وهو ما يؤكد أن المجتمع الدولي على قناعة تامة باستحالة استبعاد الجنوب من أي مباحثات مستقبلية، بل أن تصريحات جروندبرج تؤكد على أن وجود الجنوب على طاولة المباحثات هو السبيل الأوحد للوصول إلى سلام شامل.

حملت كلمة المبعوث الأممي التي أوضح فيها أن بؤرة الصراع أضحت في مأرب وشبوة دلالات غير مباشرة على حجم التنسيق المشترك بين الشرعية والمليشيات الحوثية، ففي الوقت الذي استطاع فيه التحالف العربي إلحاق جملة من الخسائر بالعناصر المدعومة من إيران في مأرب ذهبت فيه الشرعية باتجاه فتح الطريق أمام الحوثيين للسيطرة على مناطق جديدة في شبوة، ما يشي بأن مراوغات الشرعية التي تستهدف التخفيف من الضغوطات التي تتعرض لها مليشيات إيران أصبحت مفضوحة أمام الجميع.

التطور الإيجابي على مستوى المواقف الدولية من الإرهاب الحوثي الإخواني يعكس بشكل مباشر حجم الجهود التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي طيلة السنوات الماضية، إذ أن أذرعه الدبلوماسية في الخارج استطاعت أن تعدل أوضاع الصورة المشوشة التي رسمتها الشرعية للأوضاع في اليمن، وهو ما يعد خطوة مهمة على طريق التخلص من الاحتلال الإخواني واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

جاءت اللقاءات والجولات التي قام بها قيادات المجلس وعلى رأسهم الرئيس عيدروس الزُبيدي بنتائج إيجابية على الأرض، وتمكن الانتقالي من فضح ممارسات قوى الاحتلال اليمني بإرساله خطابات عديدة إلى الهيئات والمنظمات الدولية احتوت على دلائل وبراهين التنسيق بين الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية، الأمر الذي جعل المجتمع الدولي أكثر حرصًا على تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

يبقى أن يترجم المجتمع الدولي قناعاته التي عبر عنها في جلسة مجلس الأمن، أمس الخميس، إلى قرارات فاعلة على الأرض تُرغم الطرفين على وقف إطلاق النار تمهيدا لعقد مباحثات شاملة، على أن تكون تلك القرارات في أقرب فرصة بما يقوض الفرصة على استكمال مخططات محور الشر الإيراني التركي القطري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.