“الواقع الجديد” الخميس 7 أكتوبر 2021م/ متابعات
سلطت جريمة مقتل الطبيب عاطف الحرازي، الأربعاء الماضي، الضوء على الوضع الأمني المنفلت الذي تعيشه مديرية طور الباحة بمحافظة لحج.
وجاءت الجريمة بعد نحو شهر من جريمة مقتل الشاب عبدالملك السنباني على يد أفراد نقطة أمنية تابعة للواء التاسع صاعقة وهو ما دفع إعلام جماعة الإخوان إلى استثمارها للتحريض مجدداً ضد المجلس الانتقالي.
وبشكل مفاجئ توقف إعلام الإخوان عن تناول الحادثة، بعد أن تم الكشف عن تفاصيلها وتورط جماعة الإخوان في الجريمة، حيث نفت قيادة اللواء التاسع علاقتها بمقتل الطبيب الحرازي.
وأوضحت قيادة اللواء بأن مسرح الجريمة يقع بالقرب من المعهد التقني الذي تتمركز فيه قوات اللواء الرابع مشاة جبلي، وبين نقطتين عسكريتين، الأولى تتبع اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده الإخواني أبو بكر الجبولي، والنقطة الأخرى تتبع اللواء الثاني عمالقة الذي يقوده العميد حمدي شكري.
هذه الرواية أكدها والد وشقيق الضحية في تصريحات صحفية لهما؛ أكدا فيها بأن الجريمة وقعت بالقرب من نقطة “الرشاش” الواقعة بالقرب من المعهد المهني والذي تتمركز فيه قوات تابعة للجبولي.
النقطة التي أشار لها أهل الضحية؛ استحدثتها قوات الجبولي بأوامر من مدير عام مديرية طور الباحة الموالي لجماعة الإخوان، عبدالرقيب البكيري في مارس الماضي، بحسب وثيقة رسمية صادرة من مدير الأمن العقيد، عادل عبدالكريم الطهيش، إلى محافظ لحج.
وأوضح الطهيش في رسالته للمحافظ بأن البكيري استحدث هذه النقطة ونقاطا أخرى بهدف فرض الجبايات عبر عناصر من اللواء الرابع الذي يقوده الجبولي، لافتاً بأنه رفض التجاوب معه بعدم قانونية استحداث هذه النقاط وضرورة إزالتها، وتظهر الوثيقة توجيه المحافظ إلى البكيري بإزالة هذه النقاط.
مصادر خاصة أفادت بأن قضية هذه النقاط تم إثارتها عقب حادثة مقتل الشاب عبدالملك السنباني، حيث عقد المحافظ اجتماعاً أمنياً موسعاً في الـ21 من سبتمبر الماضي أقر إزالتها وبقاء النقاط الرسمية وتسليمها لإدارة الأمن، وهو ما دفع الجبولي والبكيري لمخاطبة قيادة الإخوان التي تسيطر على القرار داخل الشرعية، بالضغط لإقالة الطهيش من منصب مدير أمن مديرية طور الباحة، لضمان بقاء السيطرة على هذه النقاط.
ونجحت ضغوط جماعة الإخوان بإصدار وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، الجمعة الماضية، قراراً بتعيين العقيد، سليمان ثابت العطري، مديراً لأمن مديرية طور الباحة خلفاً للعقيد، عادل الطهيش، وهو القرار الذي رفضه المحافظ اللواء أحمد التركي ومدير أمن لحج اللواء صالح السيد.
وعقب مقتل الطبيب الحرازي سارع البكيري إلى المطالبة بتطبيق مخرجات الاجتماع الأمني بإزالة النقاط العسكرية والأمنية والإبقاء على خمس نقاط فقط من بينها نقطة الرشاش، ومخاطبة مدير الأمن الجديد باستلامها.
المصادر حذرت من خطورة تكرار حوادث التقطع التي تشهدها مديرية طور الباحة، مشيرة إلى أنها قد تخلق ذريعة لتدخل قوات ما تسمى بـ”محور طور الباحة” الإخواني، وتحت مبرر حماية الخط العام.