“الواقع الجديد” الأثنين 13 سبتمبر 2021م/ خاص
إذا كان من الممكن إدخال تعديل على اسم حزب “التجمع اليمني للإصلاح” ذراع مليشيات الإخوان الإرهبية فإن العنوان الأكثر تعبيرا عن مواقف الحزب بعد 31 عامًا من تأسيسه هو “التجمع اليمني للغدر والخيانة”، إذ أن جميع مواقفه التي اتخذها منذ رأى النور حتى الآن ذهبت باتجاه خيانة المواطنين الأبرياء في اليمن أولا ثم خيانة الجنوب وغدره من خلال الحروب التي شنها ضده طيلة السنوات الماضية ثانيًا، ونهاية بطعن التحالف العربي من الخلف بتدشين تنسيقه وتعاونه مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
تمثل غدر الإصلاح للمواطنين الأبرياء في فساده الذي نخر كافة المؤسسات الحكومية التي سيطر عليها سواء كان ذلك باسم الشرعية أو حتى عبر عناصره الذين تواجدوا في هذه المؤسسات وعمدوا على تخريبها لخدمة المشروع السياسي للحزب، وهو ما قاد إلى فشل أركان الدولة وتركها فريسة للمليشيات الحوثية التي تمدد يومًا تلو الآخر في المحافظات اليمنية الشمالية من دون أن يكون هناك أي محاولات لصدها.
إذا كان لحزب الإصلاح أن يحتفل بذكرى تأسيسه فعليه أن يرجع إلى مواقفه التي كرست للتطرف وتحريف المناهج التعليمية لتجريف وعي جيل من الشباب وتصدير الإرهاب عبر قائمة تطول من المتطرفين العابرين للقارات، عليه أيضًا أن يحتفي زراعة الحقد والمناطقية، السطو على الوظيفة العامة، ازدهار الفساد، والأهم تخريب البلاد.
تجسدت خيانة الإصلاح للجنوب خلال العديد من المؤامرات بدءا من فتاوى الإرهاب السياسي التي هدفت لاحتلال المحافظات الجنوبية والسيطرة على مقدراتها تحت غطاء ديني زائف، مرورا بالانتهاكات والتنكيل المتعمد من جانب سلطة الإخوان الغاشمة في المحافظات الجنوبية بالمواطنين الأبرياء والسيطرة على مقدراتهم ومراكمة الأزمات المعيشية بحقهم على مدار سنوات طويلة، لكنها اشتدت مؤخرا على وقع حروب الخدمات التي تشنها.
غدر الإصلاح للجنوب تمثل أيضًا في مشاركته بالعمليات الإرهابية والحروب العسكرية التي تشنها المليشيات الحوثية الإرهابية بحق الجنوب، إذ سبق وأن ألقت القوات الجنوبية القبض على عناصر إخوانية تقاتل إلى جانب العناصر المدعومة من إيران في جبهة الضالع، إلى جانب غض الطرف عن أي محاولات حوثية للتقدم نحو الجنوب بل والتنسيق معها لإطالة أمد الحرب وهو ما حدث أخيرا في محافظتي شبوة ولحج.
ليس لدى الإصلاح غضاضة في أن يقدم المعلومات التي تحتاجها المليشيات الحوثية لتنفيذ جرائمها الإرهابية وتشير معلومات عديدة إلى التنسيق مع الحوثي كان على أشده خلال استهداف مطار عدن أثناء وصول وزراء حكومة المناصفة مطلع العام الجاري، وتكرر الأمر في حادث استهداف معسكر العند في محافظة لحج، وهو ما يبرهن على أن الخيانة والغدر ما هي إلا دماء تسير في عروق عناصر الإخوان الذين يبحثون فقط ضمان استمرار إرهابهم.
تتجسد خيانة الإصلاح على نحو أكبر للتحالف العربي من خلال جملة من الأفعال التي تعد أبرزها ما حدث قبل أعوام تقريبًا في جبهة الحديدة، حينما قادت الشرعية الواقعة تحت هيمنة مليشيات الإخوان حينذاك مطالبات بوقف الجهود العسكرية التي هدفت إلى تحرير الساحل الغربي من المليشيات الحوثية والانصياع لمفاوضات الحل السلمي متمثلاً في اتفاق ستوكهولم الذي قاد فيما بعد لهيمنة العناصر المدعومة من إيران على تلك الجبهة وميناء الحديدة الذي تصل منه الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين حتى الآن.
تنظيم الإخوان في اليمن يملك سجلًا طويلًا من الخيانة والتآمر التي تجلّت في “أقذر” صورها في تسليم المواقع والجبهات للحوثيين وهو ما حدث قبل أشهر في مأرب التي تمددت فيها العناصر المدعومة من إيران، على نحو يمكّن المليشيات من الهيمنة عليها بشكل كلي، بعد أن خان الحزب قبائل مأرب التي كانت تدافع ببسالة عن المحافظة.
عمد الإصلاح على تدمير قوات الجيش اليمني وتحويلها إلى مجرد مليشيات الإرهابية وذلك حتى يقوض جهود التحالف في التعامل مع المليشيات الحوثية على الأرض وضمَّ “الإصلاح” الآلاف من عناصره إلى قوات الجيش، ومنحهم أوراقا ثبوتية، وغيره اسمه إلى ما يسمى بـ”الجيش الوطني” بدلا من “الجيش اليمني” إلى تحقيق مزيدا من الاختراق في صفوف الشرعية والسيطرة على مفاصل الأمور، بالإضافة إلى الحصول على تمويل ونفقات بحجة التبعية للجيش في وقتٍ يحصل الحزب على تمويل هائل من قِبل قطر وتركيا، وبالتالي تزداد موارده المالية.
وفي أكثر من جبهة، حرَّض حزب الإصلاح أنصاره على التظاهر ضد التحالف، وفي الوقت نفسه نشر أكاذيب وإدعاءات عن دور وسياسات وأهداف التحالف في اليمن، وهي حملة يُستخدم فيها عناصر الإخوان كمرتزقة تم شراؤهم من أجل هذا العمل الخبيث.
المواجهات أمام الحوثيين كانت دليلا كبيرا على خيانات “الإصلاح” الفادحة، وقد كشفت تقارير إعلامية إلى أن “الإصلاح” يملك أكثر من 40 ألف مسلح في المناطق الخاضعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي كخلايا ترفض مقاومة المشروع الذي يرعاه نظام طهران.
في الوقت نفسه، فإنّ “الإصلاح” جمَّد جبهات القتال في ميدي وصرواح والجوف ونهم وتعز، وسلم عددا من الألوية المدعومة من التحالف في الجوف ومريس بالضالع لمليشيا الحوثي.
وفي مارس من العام الماضي، سيطرت المليشيات الحوثية على محافظة الجوف، وتحديدًا مديرية الغيل ومديرية الحزم، وذلك بعد خذلان مفضوح مارسته حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، والدور الخبيث الذي لعبه المحافظ المدعو العكيمي في هذا الإطار.