الإثنين , 23 ديسمبر 2024
screenshot_%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a6-%d9%a1%d9%a1-%d9%a2%d9%a4-%d9%a0%d9%a6-%d9%a0%d9%a6-%d9%a3%d9%a6

فرار مدنيين مع اقتراب جماعات شيعية من تلعفر غربي الموصل

((الواقع الجديد)) 24 نوفمبر 2016 / العراق – رويترز

عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين من تلعفر مع اقتراب مقاتلين شيعة من البلدة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية والواقعة على الطريق بين الموصل والرقة المدينتين الرئيسيتين اللتين أعلن فيهما التنظيم الخلافة في العراق وسوريا.

وقال مسؤولون محليون إن الفرار الجماعي من تلعفر الواقعة على بعد 60 كيلومترا غربي الموصل يثير قلق منظمات الإغاثة الإنسانية إذ أن بعض المدنيين الفارين يتوجهون إلى مناطق أبعد واقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية مما يجعل من الصعب وصول المساعدات لهم.

وتحاول وحدات الحشد الشعبي -وهي تحالف من مقاتلين معظمهم تلقى تدريبا ودعما من إيران- تطويق تلعفر التي تقطنها أغلبية تركمانية ضمن الهجوم الدائر لاستعادة الموصل آخر مدينة كبيرة تعد معقلا لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وقال نور الدين قبلان نائب رئيس مجلس محافظة نينوى عن تلعفر والمتمركز الآن في العاصمة الكردية أربيل إن نحو ثلاثة آلاف أسرة فرت من تلعفر وتوجه نصفها تقريبا صوب الجنوب الغربي في اتجاه سوريا والنصف الآخر تحرك شمالا إلى أراض واقعة تحت سيطرة الأكراد.

وقال “طلبنا من السلطات الكردية أن تفتح معبرا آمنا للمدنيين.”

وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ مساء يوم الأحد السماح للناس بالمغادرة بعد أن أطلق قذائف مورتر على مواقع وحدات الحشد الشعبي في المطار جنوبي المدينة وردت قوات الحشد الشعبي.

وبدأ الهجوم في 17 أكتوبر تشرين الأول بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وهذا الهجوم هو الأكثر تعقيدا في العراق منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين.

والفارون من تلعفر من السنة الذين يمثلون أغلب السكان في محافظة نينوى. وكان في البلدة أيضا شيعة فروا في عام 2014 عندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية المنطقة.

وتشعر تركيا بالقلق من أن توسع إيران نفوذها عبر جماعات تنشط بالوكالة في المنطقة القريبة من الحدود التركية السورية حيث تدعم أنقرة مقاتلين معارضين للرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران.

وكانت تركيا هددت بالتدخل لمنع حدوث أعمال قتل انتقامية في حال اجتياح قوات الحشد الشعبي البلدة مستشهدة بعلاقاتها الوثيقة مع السكان التركمان في تلعفر.

وقال قبلان “الناس تهرب بسبب تقدم الحشد. هناك مخاوف كبيرة ما بين المدنيين.”

وحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تهدئة المخاوف من وقوع أعمال قتل عرقية وطائفية في تلعفر قائلا إن أي قوة ترسل لاستعادة البلدة ستعكس التنوع في المدينة.

وقال قائد كبير في وحدات الحشد الشعبي يوم الأربعاء إن القوات الشيعية وصلت إلى قوات البشمركة غربي الموصل في خطوة قال إنها تطوق تماما الموصل وتلعفر.

وقال أبو مهدي المهندس إن قواته وصلت إلى نقطة التقاء انتشرت فيها قوات كردية في سنجار قرب سوريا وإلى الغرب من الموصل وتلعفر.

وفي تصريحات بثت على الموقع الإلكتروني للحشد الشعبي قال المهندس إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يسيطر على الطريق بين الموصل وتلعفر وألمح إلى أن قواته ستحاول الفصل بين المدينتين.

وتحاصر القوات العراقية وقوات البشمركة الموصل من جهات الشمال والجنوب والشرق. واقتحمت وحدة مكافحة الإرهاب العراقية التي تلقت تدريبا على أيدي خبراء أمريكيين دفاعات الدولة الإسلامية في شرق الموصل بنهاية أكتوبر وتقاتل لتمديد موطئ قدم كسبته هناك.

* ضربات جوية على الموصل

يقدر الجيش العراقي عدد المسلحين في الموصل بين 5000 و6000 شخص يواجهون تحالفا قوامه مئة ألف مقاتل مؤلفا من وحدات الحكومة العراقية ومقاتلي البشمركة وفصائل شيعية مسلحة.

وينظر إلى استعادة الموصل كأمر حاسم في تفكيك تنظيم الدولة الإسلامية. وقال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي يعتقد أنه انسحب إلى منطقة نائية قرب الحدود السورية لأنصاره المقاتلين إنه لا مجال للانسحاب.

وقال أحد سكان الموصل إن الضربات الجوية كثفت على الجزء الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة مارا عبر وسطها.

وأضاف أن الضربات استهدفت منطقة صناعية يعتقد بأن تنظيم الدولة الإسلامية يصنع فيها الشراك ومنها السيارات الملغومة.

وينتشر المسلحون بين أكثر من مليون مدني في خطة دفاعية تهدف لإعاقة الضربات الجوية. وهم يتحركون في المدينة عبر أنفاق ويقودون سيارات ملغومة في مواجهة القوات التي تتقدم صوب المدينة كما يستهدفون القوات برصاص القناصة وقذائف مورتر.

ولم تصدر السلطات العراقية تقديرا إجماليا لعدد القتلى والجرحى لكن الأمم المتحدة حذرت يوم السبت من أن العدد المتصاعد للمصابين المدنيين والعسكريين يفوق قدرة الحكومة وجماعات المساعدات الدولية على تقديم الرعاية لهم.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة تم تسجيل أكثر من 68 ألفا كنازحين بسبب القتال بعد أن تركوا قراهم وبلداتهم المحيطة بالموصل وانتقلوا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة.

ولا يتضمن هذا العدد آلاف الأشخاص المحاصرين في تلك القرى والمجبرين على مرافقة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لاستغلالهم كدروع بشرية. كما لا يضم العدد 3000 عائلة فرت من تلعفر.

وقال سكان وجماعات حقوقية إنه في بعض الحالات تم فصل الرجال الذين هم في عمر يسمح لهم بالقتال عن تلك المجموعات من الناس ثم قتلوا دون محاكمة.

وقال العبادي في مؤتمر صحفي ببغداد إن الانتصارات لم تكن لتتحقق لولا تعاون المدنيين مع قوات الأمن مشيرا إلى دور مخبرين داخل المدينة.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري علقت جثث 20 شخصا قتلهم التنظيم في أنحاء متفرقة من المدينة صلب خمسة منهم في تقاطع طرق في تحذير عام للسكان من أي تعاون مع الجيش العراقي.

وقال سائق سيارة أجرة إنه شاهد مجموعة من النساء ينتحبن تحت علامة مرورية حيث صلب شاب قبل أن يقطعن الحبل لإنزاله ووضعه في سيارة والانطلاق به. وكانت إحداهن تبكي قائلة “ابني ابني”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.