“الواقع الجديد” الأحد 12 سبتمبر 2021م/ متابعات
شكلت الدعوة التي وجهها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانز جروندبرج خلال إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن، الجمعة، وتطرق فيها إلى مشاركة الجنوب في العملية السياسية، دلالة مهمة على أن هناك توجهات جديدة للمجتمع الدولي تدرك مفاتيح الحل السياسي لإنهاء الحرب الحوثية، ما يفتح الباب أمام لعب أدوار دبلوماسية فاعلة من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي في أي مشاورات سلام مستقبلية، وعدم تجاوزه مثلما حاولت الشرعية الإخوانية ومليشيا الحوثي الإرهابية طيلة السنوات الماضية.
تعد دعوة جروندبرج “بشرة خير” لأبناء الجنوب وتمنح لهم الأمل لحل قضيتهم العادلة واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وهو ما يؤكد أن التحركات الإيجابية للمجلس الانتقالي الجنوبي أتت ثمارها، وأن تواصل الانتقالي مع جهات دولية فاعلة خلال الفترة الماضية كان يجري عبر خطوات مدروسة انعكست على تفهم المجتمع الدولي لأبعاد الصراع وأهمية حضور القضية الجنوبية في إنهائه.
هناك جملة من الدلالات التي تفسر دعوة المبعوث الأممي، على رأسها التيقن من أن هناك مؤسسات جنوبية قادرة على التفاعل مع المجتمع الدولي والتعامل مع العراقيل العديدة التي وضعتها الشرعية الإخوانية في طريق تعريف العالم بحقيقة ما يجري على أرض الواقع في الجنوب، بالإضافة إلى قدرة هذه المؤسسات -والتي تتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي ووحداته الخارجية – على تمرير رؤى الجنوب بشأن الحل السياسي بعيدا عن الإقصاء والتهميش.
الدلالة الثانية تتعلق بأن هناك انتصارا جديدا حققه الانتقالي في وجه القوى اليمنية المحتلة والتي حاولت أن تُقصيه من أي عملية سياسية، في حين أنه أضحى طرفا معترفا به دوليًا منذ التوقيع على اتفاق الرياض كممثل عن قضية الجنوب، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من الانتصارات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية في مواجهة قوى الشر التي ستحاول قدر الإمكان الالتفاف على دعوة المبعوث الأممي.
تفتح إحاطة المبعوث الأممي الجديد الباب أمام أدوار دبلوماسية أكثر فاعلية للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال المرحلة المقبلة، وإن الترتيبات التي قام بها رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، تشكل خطوات مهمة لتنظيم العمل مع قوى إقليمية عديدة ستكون شريكة في الحل، بما يضمن الوصول إلى مرحلة استعادة دولة الجنوب وطرد العناصر الشمالية المحتلة.
ويعكس ترحيب عمرو البيض ممثل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، للشؤون الخارجية، بموقف المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج، من مشاركة الجنوب في عملية السلام، تأكيدا على أن الانتقالي لديه الاستعدادات الكافية للانخراط في أي مفاوضات من شأنها التوصل إلى تسوية شاملة، والتأكيد على أن أذرعه مفتوحة دوما لأي دعوات مبنية على أسس سليمة وتضمن إنهاء الحرب التي دخلت عامها السابع على التوالي.