“الواقع الجديد” السبت 11 سبتمبر 2021م/ خاص
تعمل الشرعية الإخوانية على تعطيل سير خطوات اتفاق الرياض، وتنفيذ بنوده المتفق عليها لإرساء الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة.
تماطل الشرعية الإخوانية الإرهابية في دفع أي خطوات لتفعيل الاتفاق، وتتهرب من القيام بالتزاماتها نحو إنجاح تنفيذ بنوده، في الوقت الذي تحاول إيهام التحالف العربي والمجتمع الدولي الذي رحب بالاتفاق بأنها تسعى لتنفيذه، وتتهم الجنوبيين كذبا بأنهم يعرقلون جهودها لإتمام بنود الاتفاق، على عكس الحقيقة.
ما تقوم به مليشيات الإخوان الإرهابية لم يأت من فراغ، وليس المرة الأولى الذي تدعي فيه مثل هذه الإدعاءات المزيفة، فهذا نهج دائم لدى الجماعة الإرهابية التي تحاول أن تظهر أمام العالم بأنها على حق، وأن عناصرها هم الضحايا، في الوقت الذي تخطط فيه لإحداث أزمات فادحة أو لتحقيق مكاسب خاصة.
هذا النهج الإرهابي فطن إليه شعب الجنوب العربي من البداية، وبدأ العمل على إحباطه منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها أقدام الإخوان أرض الجنوب.
وفي الوقت الذي تسعى فيه مليشيا الإخوان الإرهابية لتعطيل اتفاق الرياض، تعمل على معاقبة شعب الجنوب الرافض لسياساتها وإجراءاتها الفاشلة، والتي أدت لانهيار كامل في منظومة الخدمات، وجعلت المواطنين في أشد الحاجة لأبسط حقوقهم الأساسية من الكهرباء والمياه والغاز والبنية التحتية التي تسببت الجماعة الإرهابية في تدميرها، وبات الوضع في مختلف محافظات الجنوب صعبًا للغاية.
دفع الوضع الإنساني الصعب في الجنوب، المجلس الانتقالي الجنوبي للتدخل لمساعدة المواطنين على تحمل المعاناة، ومحاولة التخفيف عنهم بقدر المستطاع، فقدموا الدعم في مختلف المجالات، وعملوا على تحسين الخدمات، بالرغم من كون المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل في ظروف استثنائية.
وبالرغم من جهوده المخلصة في دعم الجنوب وشعب الجنوب، لم يسلم المجلس الانتقالي ورجاله من محاولات التشكيك فيهم، وترويج الشائعات عنهم، في إطار محاولات الشرعية الإخوانية لشويه كل مخالف لها في الرأي أو التوجه.
ولعل ما يجري في شبوة، وإطلاق الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي يد المحافظ الإخواني المدعو بن عديو أو “عدو شبوة”، ليفعل في المحافظة ما يشاء، ويتعامل مع المواطنين بكل تكبر وتجبر وإساءة، خير دليل على نوايا الشرعية الإخوانية الإرهابية في الجنوب ، ويؤكد سوء نواياهم تجاه السلام في الجنوب، وعدم نيتهم العمل على إتمام اتفاق الرياض الذي من شأنه وضع حد للتوترات القائمة في الجنوب، ما يفرض الهدوء والاستقرار في الجنوب ويوحد البوصلة نحو العدوان الحوثي الإيراني على المنطقة.
وهناك أيضا المكاسب الكبيرة التي تجنيها الشرعية الإخوانية جراء استمرار الحرب، وهي كنز كبير بالنسبة لقيادات الشرعية الإخوانية التي تسعى لجمع الأموال والثروات قبل أن تدافع عن قضية أو تحارب من أجل أرض أو عرض، وهو ما يجعلهم أشد حرصا على استمرار الحرب مع العدوان الحوثي، المدعوم من إيران، لاسيما وأن سيطرة الحوثيين على اليمن تعني سيطرة إيران، وهو ما يهدد استقرار المنطقة كلها، ويدفع نحو المزيد من التوترات.
وتدرك الشرعية الإخوانية الحرص على عدم سيطرة الحوثيين على اليمن أو الجنوب بأي شكل، لذا يستغلون هذا الأمر في الإبقاء على الحرب كما هي “لا غالب ولا مغلوب” ما يضمن لهم استمرار جني الأرباح وتضخم حساباتهم في البنوك، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الأبرياء من الفقر والجوع ونقص الخدمات الأساسية.