الأحد , 22 ديسمبر 2024
1630747423-1.jpeg

بمعايير التاريخ وقواعد المستقبل ..لا نصر كامل لطرف ولا نصف هزيمة لآخر !

“الواقع الجديد” الثلاثاء 7 سبتمبر 2021م/ صالح شائف

من المؤسف بل والمحزن أن يستمر تعاطي بعض القيادات السياسية الجنوبية في التماهي مع مشروع تدمير مقومات الحياة التي تتبناه علناً وبوضوح كامل القوى المعادية للجنوب؛ ومعها بعض النخب الجنوبية المختلفة؛ مع الأوضاع الكارثية المدمرة لحياة الناس في الجنوب؛ والتي تزداد سوءاً يوماً بعد أخر وتنذر بما لا يحمد عقباه وعلى الأصعدة كافة — تاريخاً وإنساناً وهوية — وبطريقة تثير الكثير من علامات الإستغراب والذهول لهكذا مواقف؛ والتي تتسم بعدم المبالاة والخفة والسطحية والتهرب من مواجهة الأوضاع وتحمل المسؤولية بأمانة وشرف؛ وعوضاً عن ذلك تبحث عن مبررات مفضوحة وغير مقنعة وهي تعرف ذلك قبل غيرها؛ أو تحميل التقصير والمسؤولية على الجهات والأطراف الأخرى؛ إذا ما أستثنينا من ذلك الخدمات بأنواعها والتي تتحملها الحكومة وحدها وأجهزتها المختصة بذلك؛ وهي حالة تشهد على فشل كل الجهات وإن كانت بدرجات متفاوته؛ وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية مجتمعة بالنظر لحجم الكارثة؛ وهي وحدها من يقف خلف كل الذي يعانيه الناس مهما أجادت من مبررات؛ لأنه بمقدورها أن تعمل شيئاً إذا لم تكن منشغلة بذاتها وتبحث عن وسائل هزيمة بعضها بعضاً لتحقيق النصر الخاص بكل طرف؛ وهذا لن يحصل أيها الواهمون؛ فبمقاييس التاريخ والمستقبل لن يكون هناك نصراً كاملاً لطرف ونصف هزيمة لأخر؛ بل ستكون الهزيمة شاملة لكل الجنوب والجنوبيين جميعاً إذا ما أستمر الوضع على ما هو عليه؛ وبقى كل طرف يبحث عن ذاته ومصلحته الخاصة أو مشروعاته الإستثمارية والتجارية ( الخاصة ) وعلى حساب الجنوب وشعبه ومستقبل أجياله”.

على الجميع مغادرة هذه الحالة السياسية الخطيرة والمدمرة وقبل فوات الآوان؛ والإستشعار بالمسؤولية الوطنية العظمى؛ وأن يدرك الجميع بأن الخطر القادم وبعناوينه وأدواته المختلفة والتي يبرز في مقدمتها تحالف الإسلام السياسي في الشمال < حوثة — إصلاح > ومعهم بقية التنظيمات الإرهابية؛ فوق ما قد يتصورون وسيلتهم الجميع وستسقط كل رهانات البعض على اشكال التحالف أو الدعم والتنسيق القائمة مع بعض الأطراف المعادية للجنوب وقضيته؛ وحينها لن ينفع الندم ولن يشفع التاريخ لهم ذلك؛ ولن يتسامح معهم الشعب كذلك بسبب مواقفهم الخاطئة هذه؛ إذا لم يتداركوا الأمر في هذا المنعطف الخطير؛ وهو ما نأمله وننتظره منهم وهو واجب عليهم وحق لوطنهم عليهم”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.